ولم يتم العثور على ساكن واحد في نيسكوشن، وهي واحدة من مجموعة مستوطنات على نهر موكري يالي، والتي تقول أوكرانيا إن قواتها استولت عليها في تقدم مطرد جنوبا إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا منذ بدء عمليتها الأسبوع الماضي.
بينما قدرت وثائق استخباراتية أمريكية مسربة أن روسيا تكبدت خسائر أكبر بعدة مرات من خسائر أوكرانيا، مع وقوع أسوأ الخسائر في الأشهر الأخيرة خلال حملة الشتاء والربيع التي استولت فيها على أراض قليلة.
7 مستوطنات
لا يزال الهجوم الأوكراني في أيامه الأولى، مع وجود عشرات الآلاف من القوات الجديدة ومئات المركبات المدرعة الغربية التي لم تلتزم بعد بالقتال. من جهتها، كان لدى روسيا شهور لإعداد عدة طبقات من الخطوط الدفاعية، مما يعني أن تقدم أوكرانيا لا يرقى بالضرورة إلى اختراق الجبهة.
وذكرت أوكرانيا، في وقت سابق، أنها استعادت سبع مستوطنات حتى الآن. وأوضحت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار، أن القوات تقدمت لمسافة تصل إلى 6.5 كيلو مترات، واستولت على 90 كيلو مترا مربعا من الأرض على امتداد 100 كيلو متر من خط المواجهة الجنوبي.
وقال أرتيم، وهو عضو في وحدة دفاع عن الأراضي الأوكرانية، لم يذكر اسمه كاملا: «قبل ثلاثة أيام كانت القوات الروسية لا تزال هنا. طردناهم من نيسكوشن. المجد لأوكرانيا. هذه هي الأراضي أوكرانية».
في غضون ذلك، أكدت حنا للتليفزيون الأوكراني أن قواتها تواصل هجومها في أربع مناطق بالجنوب والشرق.
كمما أكد قائد القوات البرية الأوكرانية أن قوات بلاده «تتقدم» خارج باخموت في شرق أوكرانيا. وكتب أولكسندر سيرسكي على Telegram أن «القوات الروسية تفقد مواقعها على الأجنحة».
وعلى مدى أسابيع، أبلغ المسؤولون الأوكرانيون عن تحقيق مكاسب صغيرة غرب باخموت، التي دمرت إلى حد كبير في أطول معركة في الحرب، وأكثرها دموية قبل سيطرة القوات الروسية الشهر الماضي.
وبلغ التقدم أجزاء صغيرة من الأراضي، مما يؤكد صعوبة المعركة المقبلة للقوات الأوكرانية التي سيتعين عليها القتال مترًا بعد متر، لاستعادة ما يقرب من خُمس بلادهم من الاحتلال الروسي.
ضربة صاروخية
في مكان آخر، قتلت ضربة صاروخية روسية 11 شخصًا على الأقل بمبنى سكني ومستودعات في كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقد انتحب السكان خارج المبنى المحترق وتصاعد الدخان بعد هجوم الصباح الباكر. وقال مسؤولون إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا هناك، وسبعة آخرون في المستودعات، وأصيب ثمانية وعشرون.
ووصف الناجون انفجارين، حيث قالت إحدى الناجيات (تشيرنوسوفا) إنها ألقيت من فراشها بسبب موجة عنيفة من الانفجار، وهربت إلى شرفتها في انتظار رجال الإنقاذ «أعتقدت أنني سأضطر إلى القفز».
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا، لكنها قصفت المباني السكنية بشكل متكرر بصواريخ بعيدة المدى في كثير من الأحيان، في نقاط تحول متصورة في الحرب.
وقد قتل 25 شخصا بمبنى سكني في مدينة أومان بوسط البلاد، قبل ستة أسابيع، في بداية حملة مكثفة من ضربات الطائرات دون طيار والصواريخ بالفترة التي سبقت الهجوم المضاد الأوكراني.
وذكرت الإدارة العسكرية في كييف أن العاصمة تعرضت أيضًا لإطلاق نار، لكن دمرت الدفاعات الجوية الصواريخ القادمة، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع أي إصابات هناك.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، على صفحتها في «فيسبوك»، إن الدفاعات الجوية أسقطت خلال الليل 10 من أصل 14 صاروخ كروز، وواحدة من أربع طائرات مسيرة أطلقتها القوات الروسية.
الحملة العسكرية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء متلفز مع مدونين عسكريين روس، إن أهداف الحملة العسكرية الروسية لم تتغير بشكل جذري، زاعما أن أوكرانيا تكبدت عشرة أضعاف الخسائر التي تكبدتها روسيا.
ولم تعترف روسيا بأي مكاسب لأوكرانيا منذ بدء الهجوم المضاد الأسبوع الماضي، وتؤكد أنها صدت محاولات التقدم المتكررة. وقالت وزارة دفاعها، الثلاثاء، إن قواتها صدت هجمات أوكرانية بالقرب من قرى ماكاريفكا Makarivka، التي تقع جنوبًا على طول النهر من Neskuchne، وريفنوبل وبريتشيستيفكا.
ونشرت موسكو أيضًا لقطات فيديو لما قالت إنها دبابات ليوبارد ألمانية الصنع ومركبات برادلي القتالية أمريكية الصنع تم الاستيلاء عليها في المعركة. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق على الفور من مكان أو وقت اللقطات.
ويقول محللون عسكريون إن القتال حتى الآن ربما لا يزال في الأساس يحقق تقدما في هجمات الأوكرانيين الذين لم يطلقوا العنان للجزء الأكبر من قواتهم، في حين أن التحصينات الدفاعية الرئيسية لروسيا لا تزال بعيدة.
روسيا
- زعم فلاديمير روجوف، المسؤول في الإدارة المعينة من قبل موسكو، أن الهجوم المضاد الأوكراني قد فشل.
- أخبر روجوف وكالة الأنباء الرسمية RIA-Novosti أن القوات الأوكرانية «تواصل تكبد خسائر فادحة عندما تقوم بمحاولات جديدة للتقدم».
أوكرانيا
- قالت ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن قوات البلاد استعادت ما مجموعه سبع قرى تمتد على 90 كيلو مترًا مربعًا.
- وثائق استخباراتية أمريكية مسربة تبين أن روسيا تكبدت خسائر أكبر بعدة مرات من خسائر أوكرانيا.
أخبار متعلقة :