شبكة عيون الإخبارية

دعوة لإيران وعودة أمريكية وأمن الطاقة.. ردود فعل إيجابية لمخرجات قمة جدة

أكدت مخرجات قمة جدة للأمن والتنمية، على عودة أمريكية إلى المشهد السياسي في الشرق الأوسط، بعد أن اعترف الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بمخاوف أمريكية، من ترك فراغ في المنطقة تملؤه الصين وروسيا وإيران، مؤكدا أن الشراكات الواسعة، وفي مجالات عدة، توفر فرص استقرار واستثمار، وتجعل العهد الجديد مفتوحاً على المستقبل.

وقوبلت مخرجات قمة جدة بترحيب عربي وإسلامي، خصوصا تلك التي تتعلق بأهمية تعزيز العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وفتح آفاق جديدة من التنسيق والتعاون المشترك، من أجل مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، التي تشهدها المنطقة العربية، حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتأمين مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة.

في حين كان المحور الأبرز، الذي ركز عليه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة، يتمحور حول «احترام قيم الدول»، في حين شدد قادة آخرون حضروا إلى القمة، على أهمية التعاون الجاد والمكثف لحل المشاكل، التي تمر بها المنطقة، في مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، فضلا عن محاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية والحل السلمي في اليمن والملف النووي الإيراني، وغيرها من الملفات التي طرحت على طاولة القمة.

ملفات ذات اهتمام مشترك

وأكد البيان الختامي لـ«قمة جدة للأمن والتنمية» دعم استقرار أسواق الطاقة، وتهدئة التوترات الإقليمية والدولية، ودعا قادة القمة إيران إلى إبقاء منطقة الخليج العربي خالية من الأسلحة النووية.

وشارك في القمة، السبت، قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة.

وتطرق البيان المؤلف من 21 بندًا إلى العديد من الملفات، من بينها أزمة الطاقة والتغير المناخي، والملف النووي الإيراني والأزمة في ليبيا، واليمن والحرب الروسية في أوكرانيا، وضمان الأمن الغذائي للدول المتضررة من النزاع، والوضع في السودان، وخلاف والسودان مع إثيوبيا جراء رفض أديس أبابا توقيع اتفاق ملزم بشأن سد النهضة.

ورحب القادة بتأكيد الرئيس الأمريكي بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الإستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركاء الولايات المتحدة والدفاع عن أراضيهم.

وجدد بايدن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فيما أكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية.

تحديات المناخ

وأشار القادة إلى عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة، لتحقيق التنمية ومواجهة تحديات المناخ. كما أشادوا بمبادرتي « الخضراء» و «الشرق الأوسط الأخضر».

كما أكد قادة قمة جدة «أهمية تحقيق أمن الطاقة، واستقرار أسواق الطاقة»، وأشادوا بقرار مجموعة «أوبك +» زيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، إضافة إلى الدور القيادي للمملكة العربية السعودية، في تحقيق التوافق بين أعضاء «أوبك +».

منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل

وجدد القادة دعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشاملً، فيما أدانوا الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية، ومنشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية في مضيقي هرمز وباب المندب.

كما جددوا دعمهم لسيادة لبنان والعراق، واستقرار الأوضاع في اليمن والسودان وليبيا، ودعم وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

الحرب في أوكرانيا

وبشأن الحرب في أوكرانيا، جدد القادة التأكيد على ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول وسلامة أراضيها، والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها. ويحث القادة المجتمع الدولي وجميع الدول على مضاعفة الجهود، الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة، حسب البيان الختامي.

أبرز تصريحات ولي العهد

وفي كلمة له بالقمة، دعا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إيران للتعاون وعدم التدخل في شؤون الدول لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

كما أعلن دعم المملكة لجميع الجهود الرامية، لحل سياسي يمني يمني للأزمة وتثبيتِ الهدنة. وأشار إلى أن قمة جدة تُعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة.

ورأى أن العراق يشهد تحسناً في أمنه ما ينعكس على أمن المنطقة.

كما أوضح ولي العهد أن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى، لاسيما في سوريا وليبيا، بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين.

وذكر أن مستقبل المنطقة يتطلب تبني رؤيةٍ تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وتركزُ على الاحترام المتبادل بين دولها وتوثيقِ الأواصر الثقافية والاجتماعية، ومجابهةِ التحديات الأمنية والسياسية، والتعاونِ نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة.

13 مليون برميل يوميا

وعن النفط، شدد الأمير محمد بن سلمان على أن الاقتصاد العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة، مؤكدا على أهمية الاستمرار بضخ الاستثمارات في الطاقة النظيفة.

وأضاف أن المملكة سبق أن أعلنت عن زيادة في طاقتها الإنتاجية بلغت حتى 13 مليون برميل يوميا، لافتاً إلى أنها لن ترفع أكثر.

في موازاة ذلك، شدد على أن نمو الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطاً وثيقاً، بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم، بما فيها الهيدروكربونية، مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة.

وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تبنت نهجاً متوازناً، للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكينِ تنوعها الاقتصادي.

مستقبل الشباب

إلى ذلك، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أمله، في أن تؤدي قمة جدة للأمن والتنمية، إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة تبعث الأمل لشباب وشابات المنطقة، بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم، ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها، ونتمنى من العالم احترامَها.

وحذر من أن تبنّي سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات، من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة سيؤدي في السنوات القادمة إلى تضخم غير معهود وارتفاعٍ في أسعار الطاقة، وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة.


الوطن السعودية

أخبار متعلقة :