شبكة عيون الإخبارية

التشاؤم يسيطر على أوكرانيا رغما عن الدعم الغربي

سافر رئيس بولندا، أندجي دودا، إلى كييف لدعم التطلعات الغربية للبلاد، وأصبح أول زعيم أجنبي يلقي كلمة في البرلمان الأوكراني منذ بداية الحرب.

وتأتي زيارته، وهي ثاني زيارة يقوم بها إلى العاصمة الأوكرانية منذ أبريل، في الوقت الذي تخوض فيه القوات الروسية والأوكرانية معارك منتشرة، على طول إسفين يبلغ طوله 551 كيلومترًا، في قلب المنطقة الصناعية بشرق البلاد.

حيث شن الجيش الروسي هجمات بالمدفعية والصواريخ، في قلب أوكرانيا الصناعي، سعيًا لتوسيع الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ عام 2014، بعد إعلان سيطرته الكاملة على مصنع فولاذي مترامي الأطراف، على شاطئ البحر كان آخر معقل دفاعي في مدينة ماريوبول الساحلية.

وفي تصريح متشائم، رجحت فرنسا أن يستغرق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ما بين 15 إلى 20 عاماً.

الانضمام لأوروبا

وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أنه يتعين على دول الاتحاد الأوروبي، المكونة من 27 دولة أن تنظر في رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الكتلة، في أقرب وقت ممكن في سياق الغزو الروسي.

قال زيلينسكي: «أريد أن أؤكد أن مسار اندماجنا الأوروبي لا يتعلق فقط بالسياسة». «يتعلق الأمر بنوعية الحياة، وحول حقيقة أن الأوكرانيين ينظرون إلى قيم الحياة بنفس الطريقة مثل الغالبية العظمى من الأوروبيين».

من المقرر مناقشة ترشيح أوكرانيا المحتمل لعضوية الاتحاد الأوروبي، في قمة بروكسل في أواخر يونيو، وتكثف في وارسو جهودها لإقناع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين، الأكثر ترددًا في قبول الدولة التي مزقتها الحرب كعضو.

استقبال اللاجئين

استقبلت بولندا ملايين اللاجئين الأوكرانيين، وأصبحت بوابة للمساعدات الإنسانية الغربية والأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا، وهي أيضًا نقطة عبور إلى أوكرانيا لبعض المقاتلين الأجانب، بما في ذلك من بيلاروسيا، الذين تطوعوا للقتال ضد القوات الروسية.

نظرا لأن قامت بخطوات بطيئة إلى الأمام، في دونباس في الأيام الأخيرة، وكثفت الجهود للاستيلاء على سيفيرودونيتسك، المدينة الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في مقاطعة لوهانسك، والتي تشكل مع مقاطعة دونيتسك دونباس.

الاستيلاء على الشرق

وبينت وزارة الدفاع البريطانية بالأمس أن الشركة الروسية العاملة الوحيدة من مركبات دعم الدبابات BMP-T Terminator، المصممة لحماية الدبابات القتالية الرئيسية، «من المحتمل أن يتم نشرها في محور Sievierodonetsk لهجوم دونباس»، مضيفة مع نشر 10 مركبات كحد أقصى، «من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على الحملة».

وفي تقرير صباحي لهيئة الأركان العامة، قالت روسيا أيضًا إنها تستعد لاستئناف هجومها على مدينة سلوفيانسك الواقعة في مقاطعة دونيتسك، والتي تعد بالغة الأهمية لهدف روسيا المتمثل في الاستيلاء على شرق أوكرانيا بالكامل، وشهدت قتالًا عنيفًا الشهر الماضي بعد انسحاب القوات الروسية.

وذكر حاكم الإقليم أن قصفًا روسيًا، أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة 10 آخرين في أماكن أخرى بإقليم دونيتسك.

وأشارت شرطة المنطقة إلى إنه تم إخلاء دير في قرية Bohorodichne بعد تعرضه لغارة جوية روسية.

بينما تعرضت ماريوبول، وهي جزء من دونباس، للحصار في وقت مبكر من الحرب، وأصبحت نموذجًا مخيفًا للناس، في أماكن أخرى من البلد للجوع والإرهاب والموت، الذي قد يواجهونه إذا حاصر الروس مجتمعاتهم.

وحذر رئيس البلدية من أن المدينة تواجه «كارثة» صحية من دفن جماعي في حفر ضحلة عبر المدينة المدمرة، وكذلك انهيار أنظمة الصرف الصحي، ما يقدر بنحو 100.000 من 450.000 شخص الذين أقاموا في ماريوبول قبل الحرب لا يزالون.

الأحكام العرفية

ومن جهة أخرى وافق البرلمان الأوكراني، على تمديد العمل بقانون الأحكام العرفية الساري منذ نهاية فبراير الماضي، وتمديد التعبئة العامة لمدة 90 يوما أخرى حتى الثالث والعشرين من أغسطس المقبل.

جاء ذلك وفقا لما كتبه العديد من النواب في البرلمان الأوكراني، على خدمة تليجرام للأخبار.

وكان زيلينسكي فرض الأحكام العرفية لأول مرة يوم 24 فبراير، بعد ساعات من دخول أولى الدبابات الروسية عبر حدود بلاده، وقام بتمديدها مرتين لمدة 30 يوما، لكن التعبئة العامة تم تمديدها مباشرة لمدة 90 يوما.

حيث تمنح الأحكام العرفية للجيش حقوقا موسعة، وتقيد الحريات المدنية مثل الحق في التظاهر، ويرى خبراء أن مدة العمل بقانون الأحكام العرفية تعد مؤشرا للمدة التي تستعد فيها كييف حاليا للمعارك المحتملة.

وكان قد تم نشر مشروع القانون الخاص بتمديد الأحكام العرفية، بناء على اقتراح من الرئيس الأوكراني في الأسبوع الماضي.

انضمام بيلاروسيا

برز البيلاروسيون من بين أولئك الذين لبوا دعوة زيلينسكي للمقاتلين الأجانب، للذهاب إلى أوكرانيا والانضمام إلى الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا، وقد لبى المتطوعون هذه الدعوة، نظرًا للمخاطر الكبيرة في الصراع، الذي يعتبره كثير من الناس معركة حضارية بين الديكتاتورية والحرية.

من جهة أخرى استخدمت القوات الروسية الأراضي البيلاروسية لغزو أوكرانيا، في وقت مبكر من الحرب، ووقف لوكاشينكو علنًا إلى جانب حليفه القديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ «الأخ الأكبر»، كما ضخت روسيا مليارات الدولارات لدعم لوكاشينكو على النمط السوفيتي، الذي تسيطر عليه الدولة بالطاقة والقروض الرخيصة.

لذا يعتقد المتطوعون البيلاروسيون، أن إضعاف بوتين سيؤدي أيضًا إلى إضعاف لوكاشينكو، الذي تولى السلطة منذ عام 1994، وخلق فرصة للإطاحة بحكومته القمعية وإحداث تغيير ديمقراطي في الأمة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة.

وبالنسبة للعديد من البيلاروسيين، فإن قاعدتهم هي بولندا، وهي دولة تقع على طول الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، على الحدود مع بيلاروسيا وأوكرانيا، والتي أصبحت ملاذًا للمنشقين البيلاروسيين المؤيدين للديمقراطية، قبل أن تصبح واحدة من لاجئي الحرب من أوكرانيا، كما أن بعض المقاتلين موجودون بالفعل في بولندا.


الوطن السعودية

أخبار متعلقة :