منذ اندلاع الحرب في نوفمبر الماضي بمنطقة تيجراي الإثيوبية، تم تطويق التيجرايين، وهم أقلية يبلغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة، بعدما تحول الخلاف مع رئيس الوزراء آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2019، إلى مجزرة وصدام عرقي، عندما تدفق مقاتلون من «أمهرة» من منطقة مجاورة متحالفة مع الحكومة الإثيوبية، وانضم العديد من التيجرايين إلى القتال.
حرب مخفية
قال «ديستا»، الهارب للسويد، عن قتلى تيجراي، إنهم مدرجون في قوائم الأسماء المكتوبة بخط اليد التي تم تهريبها من منطقة معزولة عن العالم بسبب الحرب، ويظهرون في صور أشخاص أُطلق عليهم النار ورُميوا من جرف، وتعرضوا للتعذيب، ودفعوا في النهر، وتُركوا دون دفن لعدة أيام، وتم إعلانها من قِبل العائلات الحزينة في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك قرر بسرعة ما يمكنه فعله للمساعدة. وأضاف أنه استخدم خلفيته في علوم الكمبيوتر ومهاراته البحثية في تجميع قائمة بأسماء الضحايا التيجرايين.
وأوضح «ديستا»: «إنه عمل بطيء وصعب. تم قطع جميع الاتصالات مع Tigray تقريبًا، وتم حظر وسائل الإعلام الأجنبية. انتظر الكثيرون في الشتات لأشهر، لمعرفة ما إذا كان أحباؤهم على قيد الحياة، خائفين من تلقي رسائل من الوطن، حتى وهم يتوقون إلى الأخبار».
وأصدر مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة، وأخبر العائلات المنكوبة أن قائمة القتلى ستكون بمثابة ذكرى لحرب بدت الحكومة الإثيوبية مصممة على إخفائها، وأجرى مئات المكالمات الهاتفية.
عينات من الضحايا
لقد جمع «ديستا» شهادات مكتوبة بخط اليد وصورا فوتوغرافية. وقد تحققت «أسوشيتد برس» من بعضهم، حيث أكدت أن الضحية رقم 2171 هو جبريتسادكان تيكلو غيبريسوس، الذي قُتل برصاص الجنود، بحضور ولديه الصغيرين.
والضحية 1599، زيري أسفاو، كان عريسًا تم سحبه من حفل زفافه، وقتل مع أفضل رجاله وأصدقائه ووالد العروس، بينما كانت النساء تصرخ.
والضحية 2915 كان أمديكيروس أريجاوي جبرو، سائق سيارة إسعاف قُتل بالرصاص في أثناء نقله امرأة في المخاض إلى عيادة، مما جعلها تنزف حتى الموت.
ويوجد لدى «ديستا» 1000 اسم آخر، لا يزال يحاول التحقق منها، ولا تشمل قائمته عرقية الأمهرة، الذين كانوا من بين أحدث ضحايا الحرب، بعد أن بدأت قوات تيجراي في التحرك نحو العاصمة الإثيوبية، نظرا لأن جمعية أمهرة الأمريكية لديها قائمة خاصة بها للقتلى،وصلت القائمة إلى 1994 قتيلا.
أخبار متعلقة :