أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي ترجمة لدراسة هامة حول مؤسسات الفكر حول العالم ومدى أهميتها وتأثيرها بعنوان:" هل مؤسسات الفكر ذات أهمية؟ تقييم تأثير مراكز السياسة العامة" أعدها الباحث دونالد إيز أبيلسون، وترجمتها إلى العربية خلود بنت غائب العتيبي.
وتفصيلاً، صدرت النسخة الأولى من الدراسة في 2002 باللغة الإنجليزية، والنسخة الثانية بالإنجليزية أيضاً في 2009، وهذه الترجمة التي أصدرها مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض هي للنسخة الثالثة من الكتاب.
ويؤكد الباحث دونالد في مقدمته للدراسة أهمية مؤسسات الفكر قياساً على انتشارها في العالم، وتأثيرها في صنع السياسات العامة. ويعزو الباحث أهمية دراسته إلى تجنب كثير من العلماء والباحثين دراسة أثر مراكز الفكر وتقييم الأثر لصعوبة القياس.
وتقارن الدراسة بين مؤسسات الفكر في أمريكا وكندا، في الكيفية والظروف التي تُحقِّق فيها أهدافها، والتفاوت الكبير في الموارد المالية المتاحة لمؤسسات الفكر في البلدين.
واشتغل المؤلف على قضية مؤسسات الفكر لأكثر من عقدين، ويرى أن أهم قضية اليوم هي قياس تأثير مؤسسات الفكر على مجتمع صنع السياسات.
وقسم المؤلف دراسته إلى تسعة فصول، تحدث في الفصل الأول عن واقع مؤسسات الفكر في الولايات المتحدة وكندا، ونبذة تاريخية تأسيسها وتطورها، وفي الفصل الثاني تناول الإطار المفاهيمي والنظريات المبتكرة لفهم تأثير مراكز الأبحاث ومؤسسات الفكر في صنع السياسات، أما في الفصل الثالث تطرق الباحث إلى فرص ومعوقات وحوافز مؤسسات التفكير في أمريكا وكندا، وفي الفصل الرابع تحدثت الدراسة عن إستراتيجيات مؤسسات الفكر والتنافس في سوق الأفكار، وفي الفصل الخامس، ويعتبر هذا الفصل لب قضية الدراسة، ناقش المؤلف الظهور العام والصلة بالسياسات في سعي منه لتقييم أثر هذه المؤسسات، وفي الفصل السادس تحليل لأثر مراكز الفكر على السياسة الأمريكية والترشح لرئاسة أمريكا، وفي الفصل السابع نقاش حول كون مراكز الفكر أدوات سياسية أم مؤثرة في السياسات في كندا تحديداً، وفي الفصل الثامن، ناقش المؤلف مشروع كستيون أكس إل، والجدل الذي قام حوله في استشهاد على قدرة المؤسسات الفكرية في زيادة الوعي بالقضايا السياسة والاقتصادية والبيئية.
في الفصل التاسع والأخير بحثت الدراسة مستقبل مراكز الفكر واستشراف أثرها على مجتمع السياسات في السنوات المقبلة.
وحفل الكتاب بمجموعة كبيرة من الاستشهادات الإعلامية بمؤسسات الفكر الأمريكية والكندية لبيان أثرها في المشهد السياسي في تلك الدول.
تبرز أهمية هذه الدراسة كونها الدراسة الأولى من نوعها -بهذا الحجم، والمستوى، من العمل التراكمي في حقل مؤسسات الفكر-تترجم إلى اللغة العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز البحوث والتواصل المعرفي بصدد إقامة ندوة دولية لمناقشة الكتاب وأهميته، وسبل الاستفادة من محتواه في مراكز الأبحاث السعودية ومدى قابلية تطبيق بعض أفكاره ونظرياته في مجتمع السياسات في العالم العربي وفي المملكة.
أخبار متعلقة :