عادت اليوم الثلاثاء الاحتجاجات إلى شوارع المدن اللبنانية، في مشهد ذكّر بيوم السابع عشر من أكتوبر 2019، مع تفاقم الأزمة المعيشية، وزاد عليها تراجع غير مسبوق في قيمة العملة المحلية، حسب "سكاي نيوز عربية".
وخلال وقت سابق صباح اليوم لامس سعر صرف الدولار عتبة 10 آلاف ليرة لبنانية للمرة الأولى.
وقطع محتجون طرقات عدة بالإطارات المشتعلة في معظم المناطق اللبنانية.
وأفاد موقع "التحكم" المروري التابع لقوى الأمن الداخلي بأن عددًا من الشبان قطعوا طرقًا عدة داخل العاصمة بيروت، يتركز معظمها على الطرقات المؤيدة لمطار رفيق الحريري الدولي.
ومساء اليوم نزل محتجون من مختلف المناطق إلى التقاطعات الرئيسية في المحافظات، وأشعلوا الدواليب، ودعوا المواطنين للنزول إلى الشارع.
وتشهد الطرقات اللبنانية من الرابعة عصرًا ازدحامًا للسير؛ إذ علق الكثير من المواطنين في سياراتهم، ولاسيما أن اليوم كان بداية لفتح بعض القطاعات التجارية تنفيذًا لقرار تدابير إقفال فيروس كورونا.
ويوصف الوضع حاليًا بقطع للطرقات في مدن ومحافظات لبنان كافة، وعزل العاصمة بيروت عن بقية المناطق.
ومنذ الصباح اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على تردي الوضع الاقتصادي، وعلى تساوي الدولار الأمريكي بعشرة آلاف ليرة لبنانية.
ويخشى البعض من أن تؤدي تلك التحركات إلى زيادة تفشي فيروس كورونا، وإلى تصدع مبادرات هي حاليًا قيد العمل.
وأقفل المحتجون ساحة النور في طرابلس (شمال)، وطرقات رئيسة، بالإطارات المشتعلة احتجاجًا على الأوضاع المعيشية.
كما أغلق محتجون تقاطع تعلبايا في البقاع (شرق) بالإطارات المشتعلة بالاتجاهين احتجاجًا على تردي الوضع المعيشي، وارتفاع سعر صرف الدولار.
وبحسب التنظيم المروري، عملت دوريات من قوى الأمن الداخلي على تحويل السير باتجاه الطرقات الفرعية. وفي مرجعيون (بالجنوب) قطع شبان الطريق العام لبعض الوقت.
وسجّل سعر الصرف في السوق السوداء 10 آلاف ليرة مقابل الدولار للبيع، و9950 للشراء، بينما لا يزال السعر الرسمي للدولار 1510 ليرات، والدولار المدعوم 3900 ليرة.
و"الدولار المدعوم" أموال منحها المصرف المركزي للصرافين والتجار بسعر 3900 ليرة مقابل الدولار بهدف استيراد السلع الضرورية، وذلك في ظل الارتفاع الكبير لسعر الصرف في السوق الموازية.
ويمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية، هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990).