على الرغم من امتداد الأزمة الخليجية لأكثر من ثلاث سنوات، إلا أن وحدة الدم الخليجي لا تتجزأ والخليج مكون واحد تجمعه العادات والتقاليد الضاربة في عمق التاريخ، ورغم مقاطعة الدول الأربعة السعودية ومصر والإمارات والبحرين للنظام القطري نظير تجاوزاته، إلا أن عرى الأواصر ستجعل المياه تعود إلى مجاريها طال الزمن أو قصر.
لقد أرسى الآباء المؤسسون دعائم وحدة دول الخليج ومهما بلغت حدة خلافات الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إلا أن أواصر الوحدة والمصير المشترك الذي سارت عليه القيادات المتعاقبة من بعدهم، تجعل من مجلس التعاون الخليجي مظلة جامعة لتحقيق أمن دوله والمنطقة ومجابهة التحديات الإقليمية التي تحلم بتفكيكه وانهياره.
إن القيادات السياسة تدرك قبل وأثناء وبعد المقاطعة أهمية الحل المبكر للأزمة بما يضمن أمن واستقرار دول المنطقة ووحدة المصير المشترك، وأنه يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل بين الأشقاء، وقد استمرت جهود الكويت والولايات المتحدة في تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الخليجية، وقد نجحت هذه المساعي التي توجت بإعلان وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد بن ناصر الصباح.
وجاء تأكيد وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بالنظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، وشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، مع التطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة، ليصب في هذا الاتجاه.
وكان للمملكة العربية السعودية دور كبير في دعم منظومة مجلس التعاون الخليجي ومسيرة العمل المشترك، وقد تجلّى ذلك في العديد من الإسهامات والمشاريع الاستراتيجية، ومن أهمها رؤية الملك سلمان في العام 2015 الرامية لتحقيق التكامل المنشود أمنياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً.مجلس التعاون الخليجي
أخبار متعلقة :