عبَّر تشين ويكينج، السفير الصيني في السعودية، عن رغبته الشديدة في زيارة سور تيماء الأثري، وتفقُّد هذا المَعْلم الراسخ الذي وقف شامخًا عبر آلاف السنوات، ولم يتأثر بالعوامل والظروف الجوية، وذلك عبر تغريدة على حسابه الرسمي.
شهرة عالمية لسور تيماء الأثري
ولفت السور انتباه السفير الصيني خلال متابعته لبرنامج الباحث الأنثروبولوجي الدكتور عيد اليحيى، ورحب به الأخير في أقرب فرصة لزيارة السور الأثري.
ويأتي إصرار السفير الصيني على رغبته في زيارة سور تيماء الأسري، بالرغم من تمتع بلاده بسور الصين العظيم الشهير، كدليل على الشهرة العالمية التي اكتسبها سور تيماء، ودليل أيضًا على مدى اهتمام هيئة السياحة والتراث الوطني ووزارة الثقافة بالسعودية ممثلة بمكتب آثار تيماء بالمعالم المهمة والنادرة، وحرص ووعي الأهالي بأهمية المحافظة على هذا المعلم المهم.
ويتطلع المهتمون ومحبو الآثار إلى أن يتم العمل على كشف السور وترميمه للحفاظ على مكانته التراثية، وكي لا يبقى حبيسًا للرمال المتراكمة حوله، مقارنة بما تم مع سور الصين العظيم الذي تم تجديده وتطويله عبر مختلف العصور؛ وذلك ليتواءم ووظيفته كمظهر دفاعي عسكري. ولعل آخر هذه الأعمال التجديدية فيه قد تمت خلال فترة الثمانينيات؛ وذلك لحمايته وإبرازه كمظهر مميز، وكموروث صيني وطني.
ويعود تاريخ بناء سور تيماء الأثري إلى 4000 عام تقريبًا من الوقت الحاضر؛ لذلك فهو من الناحية التاريخية يعتبر أقدم سور باقٍ على مستوى العالم، وهو سور يحيط بمدينة تيماء القديمة من جميع الجهات، ويمتد لمسافة 15 كيلومترًا، وهو مشيَّد من الحجارة في معظم الأجزاء، ومن الطين في أجزاء أخرى، ويبلغ ارتفاعه حاليًا في بعض الأجزاء أكثر من عشرة أمتار، ويقل ارتفاعه في بعض الأجزاء حتى يصل إلى المتر الواحد تقريبًا، بل يختفي في بعض الأجزاء. وعرض السور يتراوح بين المتر والمترين.
أهمية السور
وتُعد مدينة تيماء من أقدم المدن تاريخيًّا. ومن المعالم الرئيسة سور المدينة الأثري، والقصور الأثرية، والمنشآت العمرانية الأخرى، وبئر هداج. وقد ساعد على ازدهار الواحة عددٌ من العوامل، من أهمها الموقع الجغرافي الذي جعلها ممرًا ضروريًّا لطرق التجارة وطريق البخور، وكذلك توافُر المياه فيها، واعتدال مناخها، وخصوبة تربتها؛ وهذا ما جعلها محطًّا لأنظار الممالك القديمة، ومطمعًا لها؛ لهذا فقد كانت ذات علاقة مهمة خلال العصر الآشوري أوائل الألف الأول قبل الميلاد، كما أنها اتُّخذت محطة للقوافل في عصر الحضارة البابلية خلال القرن السادس قبل الميلاد، وقد بلغت ذروتها عندما اتخذها أحد ملوك بابل، وهو نبونيد، مقرًّا له، بل عاصمة لملكه.
يُشار إلى أن السور يحيط بمعظم آثار تيماء عدا المدافن التي تشغل مساحة لا تقل عن ثلاثين كم2.
خط دفاعي ضد الغزوات
من المعروف أن الأسوار لا تشيَّد حول المدن إلا لاستخدامها كخط دفاع ضد الحملات والغزوات. والسور بضخامته وطوله يدل على أهمية المدينة، واحتمالية تعرُّضها لغزوات؛ وبالتالي ضرورة حمايتها وحماية سكانها. ولعله عند الاطلاع على المصادر القديمة، خاصة النقوش المسمارية والإضافات للسور، والترميمات التي تمت له، إضافة إلى دراسة آثار مدينة تيماء، يتبيَّن أنها كانت مطمعًا وموقعًا مهمًّا لمحاولة السيطرة عليها من قِبل القوى الكبرى آنذاك.
أمر آخر حول أهمية السور، تتمثل في تسخير المواد الطبيعية التي تزخر بها تيماء، التي مكنت من تأمين مواد هذا السور العظيم. كما أن السور يحتوي على عدد من البوابات الضخمة، وأيضًا الأبراج المتناثرة على سطحه، التي ترتبط بعدد من الأبراج المحيطة بالمدينة، إضافة إلى السلالم الموصلة لإبراج المراقبة من الداخل.
إسهامات اليحيى في التعريف بتراث السعودية
جدير بالذكر أن الدكتور عيد اليحيى له إسهامات كبيرة في التعريف بآثار السعودية عامة، وتيماء بشكل خاص، وذلك عن طريق برنامجه (على خطى العرب)، أحد أشهر البرامج الوثائقية التاريخية الذي تبثه قناة العربية.
أخبار متعلقة :