بعد تقارير أثارت الجدل، اعترفت إيران أخيرًا بقيامها بخرق آخر للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك بإضافة أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة نطنز النووية بغرض تخصيب اليورانيوم، وفقًا لصحيفة "ذا غارديان".
وفي التفاصيل، أكد السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر بعدما توصل مفتشون من الوكالة إلى نتيجة تؤكد اختراق إيران للاتفاق، حسب موقع قناة الحرة.
وقال رافائيل غروسي، المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة النمساوية فيينا أمس الأربعاء: إن أجهزة الطرد الـ174 تم نقلها إلى منطقة جديدة من موقع نطنز النووي الإيراني، وفقًا لما نقل موقع "فويس أوف أميركا". مؤكدًا في تصريحاته أن الأجهزة "بدأت العمل مؤخرًا".
ولا يسمح الاتفاق النووي لعام 2015 لإيران بتكديس اليورانيوم المخصب سوى باستخدام الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي "IR-1"، لكن تقرير الوكالة أكد أن طهران عملت على أغذية أجهزة متطورة من طراز "ir-2M" بغاز "UF6".
وقال تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء إنه "في 14 نوفمبر 2020 أكدت الوكالة أن إيران بدأت بتغذية (غازUF6 ) في منظومة من 174 من أجهزة الطرد المركزي IR-2m في منشأة تخصيب النووي في نطنز"، وفقًا لما نقلت رويترز.
وذكرت الوكالة الدولية الأربعاء الماضي أن "كمية اليورانيوم منخفض التخصيب في موقع نطنز تجاوزت الآن 12 ضعف الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في عام 2015".
وفي الثاني من نوفمبر وصلت كمية اليورانيوم المخصب إلى 2442.9 كيلوغرام مقابل الحد المسموح به البالغ 202.8 كيلوغرام. وهذا يكفي لإنتاج سلاحَين نوويَّين، بحسب تحليل لمعهد العلوم والأمن الدولي.
وفي التقرير السابق الذي يعود إلى شهر سبتمبر كان هذا المخزون 2105.4 كيلوغرام.
ونقلت "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع عن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين القول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من كبار مستشاريه معرفة ما إذا كانت لديه خيارات لاتخاذ إجراء عسكري ضد موقع نطنز النووي خلال الأسابيع المقبلة، وهو الموقع الذي قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا إنه يشهد نشاطًا نوويًّا متزايدًا.
وأبلغت المصادر الصحيفة بأن ترامب وجّه هذا الطلب خلال اجتماع بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض الخميس الماضي، أي غداة إعلان مفتشي الوكالة رصدهم زيادة كبيرة في مخزون إيران من المواد النووية.
وأكد مسؤول أمريكي تحدث لرويترز عقد هذا الاجتماع، مشيرًا إلى أن الرئيس في نهاية المطاف قرر عدم المضي قُدمًا في تنفيذ أي خطط عسكرية، وقال: "هو طلب خيارات، وهم أعطوه السيناريوهات المحتملة، وفي النهاية قرر عدم المضي قُدمًا".
ووفقًا لتقرير نيويورك تايمز، قام عدد من كبار مستشاري ترامب بإثنائه عن المُضي قُدمًا في توجيه ضربة عسكرية، محذرين من أن ضرب المنشآت الإيرانية "يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع خلال الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب".
أخبار متعلقة :