أقام مركز التواصل والمعرفة المالية "متمم"، بالتعاون مع الجمعية المالية السعودية "صفا"، أمس لقاء افتراضيًّا بعنوان "مستقبل العولمة في ظل التغيرات الدولية وآثارها على الاقتصاد السعودي"، ضمن سلسلة من اللقاءات الافتراضية التي يقيمها المركز للإثراء المعرفي في المجال الاقتصادي والمالي.
شارك في اللقاء عضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي ومبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة الدكتور محمود محيي الدين، ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المالية السعودية الدكتور رجا المرزوقي، ورئيس مركز الدكتور محمد الكثيري للاستشارات الإدارية والاقتصادية الدكتور محمد الكثيري، وأداره الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية والمتحدث باسم البنوك السعودية طلعت حافظ.
وناقش اللقاء مستقبل العولمة، وأبعادها الاقتصادية والمالية على الصعيدَين المحلي والعالمي، من حيث المفهوم ومراحلها، ومناقشة مستقبل العولمة مرورًا بجائحة كورونا، ومعرفة المخاطر التي تهدد استمراريتها، وخصوصًا في ظل الحديث الحالي عن موجة أخرى للجائحة.
وأكد الدكتور محيي الدين أنه يمكن متابعة الأداء الاقتصادي في الدول المختلفة لمعرفة مدى استفادتها من العولمة بقياس حركة التجارة وحركة الاستثمار وحركة العمل.. وقال: "إن تأثير المنظمات الدولية يعتمد على حجم التعاون المشترك بين الدول، ومدى فاعلية هذا التعاون، وقدرته على الإنجاز؛ لذلك نجد أن وضع بعض هذه المنظمات كان أفضل في فترة تعاون الحكومات المشكّلة لها. ويرتبط وضعها أيضًا بقدرة كل دولة على الاستفادة من هذه المنظمات. ويجب عليها أن تعكس الأولويات الوطنية، وأن تكون على قدر من الفهم والاطلاع الذي يسمح لها بهذه الاستفادة".
وأوضح الدكتور المرزوقي أن العولمة الاقتصادية أسهمت بشكل مؤثر في تغيير موازين القوى لصالح الدول النامية؛ وهو ما شكّل تهديدًا للاقتصاديات المتقدمة، ونتج منه صراعات اقتصادية، بدأت ملامحها تتضح بين الولايات المتحدة والصين، وشكلت عواصف مضادة للعولمة، قد تؤدي لتغيير في النظام العالمي. مشيرًا إلى أنه لا بد أن نؤكد أن الجائحة أثرت في أمرَين أساسيَّين، هما: أهمية تنويع سلاسل الإنتاج، والتفكير في أهمية وجود الحد الأدنى لبعض المنتجات الأساسية، وتخفيف الاعتماد على الواردات.
وأشار الدكتور الكثيري إلى أن العولمة الثقافية ليست هي الثقافة بمعناها الدقيق، وإنما هي التأثيرات السلوكية للثقافة على المجتمعات؛ وهذا يربطنا بنوعَي العولمتَين الأخريَين (الاقتصادية والتجارية). لافتًا النظر إلى أن العولمة الثقافية هي نتيجة العولمة الاقتصادية والتجارية، وأنه كلما ازدادت قوة اقتصادك استطاعت أن تؤثر في العولمة الثقافية. مؤكدًا أن عولمة الاقتصاد هي حركة رؤوس الأموال، وحركة الاستثمارات وحريتها من جانب اقتصادي شامل. أما عولمة التجارة فهي أن تكون الأسواق مفتوحة لمنتجات الدول الأخرى بشروط متفق عليها دوليًّا ضمن الشروط التي تضعها منظمة التجارة العالمية، وتنفذها الدول المنضمة لهذه المنظمة.
شهد اللقاء الافتراضي توقيع مذكرة تفاهم بين مركز التواصل والمعرفة المالية، والجمعية المالية السعودية "صفا". وتأتي هذه المذكرة في إطار جهود المركز لتعزيز الشراكات مع القطاعات ذات العلاقة، بما يسهم في الإثراء المعرفي، ودعم وتعزيز سُبل التعاون المشترك.
أخبار متعلقة :