إلى أين تتجه تركيا؟.. سؤال طرحتُه على نفسي وأنا أتابع أداء الرئيس التركي في إدارته شؤون بلاده، وتعامله غير السوي مع دول الجوار والعالم.. ولم أصل إلا لإجابة واحدة، هي أن أردوغان رسم لنفسه إمبراطورية عثمانية جديدة، لكنها من ورق، وتوَّج نفسه إمبراطورًا عليها في زمن لا يعترف بالإمبراطوريات؛ فلا هو حظي بتقدير شعبه، ولا باحترام دول العالم من حوله؛ ليكون أكثر الرؤساء كرهًا من الجميع.
واليوم يعلو صوت أنين النظام التركي من حملة مقاطعة السعوديين للسلع التركية، بعدما استشعروا أن بلادهم تتعرض لهجمة منظمة من نظام أردوغان، بسبب ودون سبب. ولا أدرى سبب الشكوى وصوت الأنين؛ فالمقاطعة ردة فعل طبيعية لما يرتكبه هذا النظام من تجاوزات، ليس بحق السعودية وقادتها فحسب، وإنما بحق دول الخليج العربي، باستثناء قطر التي تدعم تركيا على طول الخط، جانية أو مجنيًّا عليها.
المقاطعة هي مبادرة شعبية، وليست رسمية، دعت إليها بعض الشخصيات السعودية البارزة، من بينهم الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، ووجدت صدى طيبًا من السعوديين أنفسهم الذين تفاعلوا معها في مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهذا يبعث على الفخر والتباهي، ويعكس قوة الشعب السعودي، وتوافق أفراده على أمر ما، والتزامهم الأدبي بتنفيذ هذا الأمر حبًّا وولاء وانتماء لهذا الوطن وقادته. وعندما تؤتي الحملة ثمارها بهذا الزخم الكبير حاليًا، رغم أنها حملة شعبية، فما بالنا إذا كانت رسمية، تقودها الحكومة الرشيدة، وتوجِّه بها الجميع؟ بالتأكيد سيكون التأثير كبيرًا ومؤلمًا للاقتصاد التركي.
ربما لهذا السبب يجب على أردوغان أن يتوقف عن لعبته السخيفة في ابتزاز دول الخليج، والهجوم عليها. هذا الهجوم ليس مبعثه مواقف سياسية، بقدر الحقد الدفين من الرئيس التركي الذي يستكثر على دول الخليج أن تعيش في نعمة ورخاء وأمان، بينما دولته تعاني الأمرّين بسبب تخبطاته، ودخوله في حروب هو في غنى عنها، ودعم الميليشيات، سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا.
ولعلي هنا أهمس في أذن الرئيس التركي، الذي نجح في خداع الشعوب الإسلامية على طول الخط، بأن تمثيله بأنه زعيم إسلامي كبير، يغضب للإسلام والمسلمين، قد انكشف، وأنه ليس سوى طامع في خير الخليج، والتحكم في مقدراته. هذا الرجل الذي استحوذ على الخزانة القطرية ليس قانعًا بذلك، ويريد ما في بقية خزائن دول الخليج.ماجد البريكان
أخبار متعلقة :