تايلاند، أو ما يطلق عليها سابقًا "سيام"، التي تُعتبر من أهم دول جنوب شرق آسيا سياحيًّا واقتصاديًّا، ولها ثقل سياسي بالمنطقة، خفَّضت السعودية معها مستوى التمثيل منذ ثلاثين عامًا بسبب جريمة مروِّعة، راح ضحيتها ثلاثة دبلوماسيين أبرياء –رحمة الله عليهم جميعًا-، وكانت هي حينها مسرحًا لجريمة، ضلعت فيها المخالب الإيرانية التي اعتادت منذ زمن على الخراب، ونشر الفوضى، وسياسية الاغتيالات.
ولمن لا يعرف تايلاند، فهي بلد مؤسس لمنظومة سياسية واقتصادية مهمة، يطلق عليها "الآسيان". وتضم هذه المنظومة عشر دول من محيط المنطقة ذاتها. وكان من أهم أسباب نشوئها في ذلك الوقت مواجهة نفوذ التمدد الصيني الاقتصادي والجيوسياسي حينها، كما أنها تحتضن العديد من مراكز المنظمات الدولية والهيئات الحكومية وغير الحكومية الفاعلة والمهمة التي تتبع الأمم المتحدة.
وتعتبر تايلاند وجهة سياحية محببة لدى الكثيرين، وقد تكون بديلاً لوجهات سياحية أخرى مؤدلجة فكريًّا وسياسيًّا؛ فأغلب دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية لديها سفارات وقنصليات تنتشر في أجزاء مختلفة في تايلاند، كما أن جميع سفارات دول مجلس التعاون الخليجي لها حضورها لمتابعة شؤون مواطنيها، إضافة إلى جمهورية مصر والمملكة المغربية والجمهورية الليبية. أما بقية الدول العربية فلها سفراء غير مقيمين أو قناصل فخريون. علمًا بأنها وجهة محببة للعديد من السياح العرب.
وعلاقتنا مع تايلاند قديمة جدًّا، وتعتبر "المملكة العربية السعودية" من أولى الدول العربية التي افتتحت لها قنصلية عامة بها عام ١٩٥٧م، وتم رفع مستوى التمثيل بعدها إلى سفارة، وذلك في عام ١٩٦٣م. وكان السفير الراحل عبدالله العمران -رحمة الله- أول وآخر سفير سعودي لدى تايلاند؛ إذ لم ترشح السعودية بعده أي سفير، وبقي التمثيل على مستوى قائم بالأعمال إلى وقتنا الحالي.
أما ما يخص المجتمع التايلاندي والساسة التايلانديون فهم ينظرون للمملكة بنظرة احترام وتقدير، وتعتبر لها مكانة خاصة فيها؛ لما تشكله السعودية من ثقل سياسي في العالم، خاصة إذا ما تحدثنا عن العالم الإسلامي؛ فتايلاند، وتحديدًا منطقتَي "سونكلا" و"فطاني" في الجنوب التايلاندي، فضلاً عن جبال "شنغماي" و"جزيرة بوكت"، يوجد بها أكثريات مسلمة، وتهدف فيها الحكومات التايلاندية المتعاقبة دائمًا لتحقيق مستوى مرتفع من الأمن والاستقرار من خلال انفتاحها وعلاقتها المتميزة مع العالمَين العربي والإسلامي.
تستورد تايلاند النفط والبتروكيماويات من السعودية، ولديها أيدٍ عاملة رخيصة ومدربة، ملأت السوق السعودي في الحقبة الماضية، ولديها كثير من الصناعات الخفيفة والثقيلة، وتعتبر سوقًا مهمًّا لتحريك عجلة الاقتصاد بين البلدَين، ورفع مستوى التبادل التجاري فيما بينهما. كما أن التايلانديين عند قدومهم إلى السعودية في موسمَي الحج والعمرة يقومون بترتيب رحلات سياحية إلى دول مجاورة لنا. وبالإمكان تفعيل العامل السياحي للمملكة لزيارة الأماكن الأثرية والسياحية، وحضور العديد من الفعاليات التي تقيمها السعودية في مواسمها السياحية المختلفة.
تايلاند بجزرها الخلابة، وشواطئها الساحرة، ومرافقها العلاجية والصحية، ومراكز التسوق فيها، لها رونق خاصٌّ بها، تختلف به عن الآخرين.
أخبار متعلقة :