جاء قرار تقنين حج هذا العام منسجمًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي نادت بحفظ الأنفس من الأسقام والأوبئة، خصوصًا في هذا التجمع البشري الذي يقصد به ملايين المسلمين البقاع المقدسة كل عام ليعودوا كما ولدوا، فالأمن الصحي للحجيج مبدأ للمملكة لا تتزحزح عنه من قِبل حربها مع فيروس "كوفيد-١٩".
ومع إيقاف العمرة والصلاة في الفترة الماضية هُوجم القرار مع أن المملكة لم تكن أول دولة فعلت هذا، بل سبقتها دول أخرى، كتركيا مثلاً، لكن هوى الإخوان ومناديبهم يفضح تناقضاتهم الفكرية، كما أن تباين مواقفهم يعري اعوجاج منطقهم الذي يخالفه الواقع أساسًا.
وخلال الأعوام الماضية لم يأل هؤلاء جهدًا لتسييس الحج، ففي بداية مقاطعة قطر، وهو الموقف السيادي للسعودية الذي تكفله القوانين الدولية لحماية أمنها القومي، تعالت أصوات الآلة "القطرتركية"، ثم مع تحديد مسار للحجاج القطريين زاد فحيح الأفاعي لحرف الموضوع وزجه في ملعب السياسة؛ لإرباك الموقف السعودي، فزعموا أن السعودية تصد القطريين عن بيت الله.
وقبل إعلان موسم حج العام الحالي، خرجت الأصوات نفسها تواصل طرح استفهاماتها على أرضية مليئة بالألغام، وهل سيُقام الحج أو لا، وربطه بإيقاف العمرة، وهو الحق الذي أريد منه باطلاً، فلو فتشت في ماضيهم لن تجد إلا مزيجًا من الحربائية والتشكل حسب المزاج التركي والمنادات بتدويل الحج، وهي المطالب التي ينادي بها محور الشر الإيراني التركي.
وعندما أُعلن عن إقامة الحج وطريقته المقتصرة على حجاج الداخل حماية لهم لم يعجبهم الأمر؛ بسبب الأفكار التي ينطلقون منها وازدواجية معاييرهم، فلا إيقاف الحج لو حصل سيعجبهم، ولا اختصاره كذلك؛ لأن الهدف ليس إقامة الحج من عدمه، بل التشويش على جهود المملكة في حماية ضيوف الرحمن.
أخبار متعلقة :