"لاندشتاينر" هوَ عالم أحياء وَطبيب نمساوى حاصِل على جائزة نوبل فى الطب عام 1930، حيثُ وضعَ نِظاماً حديثاً لتقسيم فصائل الدم، وَاشترك مع الطبيب الأمريكى ألكسندر فاينر فى اكتشاف عامل ريزوس سنة 1937، كَما اشترك سنة 1909 مع إرفين بوبر فى اكتشاف فيروس شلل الأطفال، وقد منح اسمه سنة 1946 جائزة لاسكر بعد وفاته.
مُنح كارل عام 1946 جائِزة لاسكرديباكى للبحوث السريرة الطِبية كما انتخبَ عُضواً خارجياً للجمعية المَلكية عام 1941، واليوم الموافق 14 يونيو 2016 احتفلت جَوجل بالذِكرى 148 لِميلاد العالم كارل لاندشتاينر.
كارل لاندشتاينر صاحب الاكتشافات المنقذة لأرواح الملايين وتحتفل جوجل بالذكرى الـ148 للعالم النمساوى اليوم الثلاثاء الموافق 14 يونيو الجارى.
كارل لاندشاتاينر هو مكتشف فصائل الدم المختلفة للبشر، قبل ذلك الاكتشاف، كان الناس يتووفون يوميا بسبب النزف فى الحوادث، وبسبب النزف الناتج من القرح، لم يكن أحد يعرف أن البشر لديهم أربعة فصائل دم رئيسية هى "A، B، O، & AB" وأن اعطاء أحد الأشخاص دم مغاير لفصيلته ولا يتناسب مع فصيلة دمه، قد يؤدى لحدوث رد فعل مناعى قاتل، حيث تتعقد الأمور بشكل سريع عند تلقى الشخص لدم غير مناسب له، وتتعرض كرات الدم الحمراء لهجوم شديد من جهاز المناعة يؤد إلى تجمعها ثم إلى تدمير كرات الدم الحمراء الدخيلة، وينطلق منها مادة الهيموجلوبين، والتى تحاول الكلى التخلص منها، وتفرز فى الجسم على هيئة مركب الصفراء، وتصاب الكلى بحالة من الفشل الذى يؤدى إلى الوفاة.
ويعتبر "كارل لاندشتاينر" صاحب الإكتشافات المنقذه لأرواح الملايين وقد اشتهر أيضا باسم "العبقرى الحزين" لأنه كان يعانى بصفة مستمرة من حالة من الحزن، إلا أنه كان من اشد الناس تنظيما وشمولا وتخصصا، وتمكن لاندشتاينر من كتابة حوالى 346 ورقة بحثية خلال مسيرته الثرية، والطويلة فى مجال البحث العلمى، كما أنه يتم اعتباره بمثابة الأب لعلم أمراض الدم والذى يدرس كل ما يتعلق بأمراض الدم، وكذلك علم المناعة، والذى يتخصص فى دراسة الجهاز المناعى للجسم، وكذلك فيما يتعلق بابحاث مرض شلل الأطفال وأمراض الحساسية.
وإلى نهاية حياته، كان كارل لاندشتاينر مهتم بدرجة كبيرة بدراسة فصائل الدم وكيمياء الأجسام المضادة، وعوامل المناعة فى الدم، ومن أهم الأبحاث التى قدمها للانسانية أن جعل الكيمياء فى خدمة صناعة الأمصال.
ويقول من عرفوا لاندشتاينر إنه كان لديه طاقة غير عادية ولم يكن يعرف الكلل، وأنه كان متعدد الأنشطة، وشريك فى العديد من الأبحاث، على الرغم من الحزن الذى كان يخيم عليه طوال الوقت، وتصريحه فى العديد من المرات لهم بأنه يفضل الوحدة.
"كارل لاندشتاينر" من مواليد مدينة فيينا فى النمسا، فى 14/6/1868 وقامت والدته بتولى تربيته بعد وفاة والده، وهو لم يبلغ بعد سن الـ6 سنوات، وقد كان والده يعمل كأستاذ فى القانون وأشتهر فى مجال الكتابة الصحفية، كما نجد بأنه أيضا اشتهر كناشر صحفى، وهنا تمكن كارل لاندشتاينر من أن يقوم بإنهاء دراسته فى كلية الطب فى فيينا، وكان ذلك فى سن 23 عاما، وقد استطاع فى فترة دراسته أن ينجح فى نشر أول ورقة بحثية فى مجال الكيمياء الحيوية التى تختص بتأثير النظام الغذائى على نسبة تواجد المواد الكربونية فى الدم.
كارل لاندشتاينر هو العالم الذى لقلب باسم (سوبر مان العلوم) والذى تسببت اكتشافاته فى إنقاذ أرواح الملايين حتى الآن.
يذكر أن عمل بقسم تشريح المرضى فى فيينا، إلا أنه كان مثابرا ولم يستجب لضغط الظروف الصعبة التى تعرض لها، وأصر على استكمال رغبته فى تحقيق طموحاته فى مجال البحث العلمى، واستفاد من وجوده فى هذا المنصب والذى مكنه من اكتشاف البكتريا المسببة لمرض الالتهاب السحائى، كما كان من ضمن العاملين معه فى نفس القسم Fraenckel والذى تمكن من اكتشاف البكتريا المسببة لمرض الالتهاب الرئوى.
ولم يستسلم كارل لاندشتاينر للظروف الصعبة ولكنه قام بتقديم أكثر من ورقة بحثية هامة فى ذلك الوقت، ومن ضمنها ابحاث تتعلق بالمناعة، وبكيفية استجابة الجسم لبكتيريا الزهرى.
كما قام بعمل أبحاث فى مجال كيفية انتقال مرض شلل الأطفال، والذى لم يكن يعرف بعد اسبابه، حيث قام بعمل تجربة، نقل فيها خلاصة النخاع الشوكى، من طفل توفى بتأثير مرض شلل الأطفال إلى أحد القرود عن طريق الحقن، وهو ما تسبب فى انتقال المرض إلى القرد، وشارك اكتشافاته البحثية فى مجال المناعة المرتبطة بمرض شلل الأطفال مع معهد باستير فى باريس، حيث عمل معهم متطوعا وبصورة شخصية.
وأصبح "كارل لاندشتاينر" أستاذا فخريا فى معهد روكفلر فى عام 1939، إلا أنه ظل على عهده فى النشاط البحثى وفى العمل الجاد والاجتهاد، وحتى أصيب بنوبة قلبية فى معمله فى يوم 24 يونيو 1943 ونقل إلى المستشفى حيث وافته المنية بعد يومين فقط، تاركا سجلا حافلا من الأعمال البحثية المتميزة، كان بعضها سببا هاما فى حماية حياة اشخاص يصل تعدادهم إلى الملايين فى جميع انحاء العالم.
>