كتب : نورهان السبحى الخميس 27-06-2013 10:33
من الصعب جدا أن يحمى الإنسان نفسه من الحساسية، خاصة حساسية الجيوب الأنفية فى هذا الجو الحار والتعرض للمتغيرات الجوية بين الحين والآخر، هذا بالإضافة إلى التلوث الذى يحيطنا من كل مكان، بدءا من حرق قش الأرز مرورا بعوادم السيارات ونهاية بحرق المخلفات العشوائى، فكل ذلك يساهم فى الإصابة بالحساسية، وهل يصبح الحل الأمثل للوقاية منه هو وضع «مشبك غسيل» على الأنف كى لا نتنفس التلوث؟! هذا ما قاله لـ«الوطن» أ. د. أحمد سامح فريد، أستاذ الأنف والأذن بكلية طب قصر العينى، أثناء رئاسته المؤتمر السنوى القومى لـ«جمعية جراحى الأذن والأنف والحنجرة» المصرية.
د. أحمد سامح فريد: المواد الحافظة تهدد الجهاز المناعى وتسبب الحساسية
يؤكد «فريد» أن أكثر أمراض الأنف انتشارا فى مصر هى الجيوب الأنفية الناتجة عن التلوث، فمعظم الناس يشعرون بانسداد فى الأنف وارتشاح شديد وإفرازات من الأنف، ويعانون من نوبات كثيرة من الحكة والعطس، كما تعانى الأجيال الجديدة من رشح وراء طبلة الأذن، وذلك لأن التهابات البلعوم الأنفى المتكررة تؤدى إلى حدوث انسداد للقناة خلف طبلة الأذن، ويضيف «فريد» أن أمراض الصوت والبحة الصوتية أصبحت منتشرة حديثا وذلك نتيجة التلوث الهوائى والغذائى.
ويضيف «فريد» أن الحساسية هى مرض من أمراض الجهاز المناعى، فإذا تعرض جسم الإنسان لجسم غريب يعد من الأجسام المضادة، فيؤثر على صحة الإنسان ويهدد جهاز المناعة، ولهذا يشدد «فريد» على ضرورة الابتعاد عن المواد الحافظة الموجودة فى الكثير من الأطعمة والمشروبات، وذلك لأن لها أعراضا جانبية ضارة وسيئة، وكلما انخفضت تكلفة المنتج ذى المواد الحافظة زادت أضراره، لاحتوائه على نسب عالية من المكونات الكيماوية والهرمونات، وكل ذلك يؤثر فى طبيعة الجسم لأن الجسم حساس جدا لكل ما هو غير طبيعى.
أما عن مشكلة المكيفات الباردة وتشغيلها فى الصيف، فيقول «فريد» إننا فى مصر نعانى من مشكلة كبيرة وهى أن المكيفات الموجودة لا تطابق المعايير الصحية الدولية، حيث إن عدم تغيير الفلاتر بصفة مستمرة ينتج عنه حدوث فطريات مكثفة وجراثيم، ويشدد «فريد» على ضرورة عدم التعرض لتقلبات الجو المفاجئة، أى عدم خفض درجة حرارة المكيف بشكل كبير ثم الذهاب للشارع حيث الحر الشديد. وعن النزيف المتكرر للأنف، ينصح «فريد» بضرورة استشارة الطبيب إذا كان متكررا لأنه يمكن أن يكون علامة على الإصابة بأمراض الدم أو بارتفاع فى ضغط الدم.
ونظرا لمشكلة ضعف السمع التى تؤرق الكثيرين، يقول «فريد»، رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر لـ«الوطن» إن المؤتمر تناول أحدث العلاجات المتطورة لعلاج ضعف السمع، حيث احتوى المؤتمر على جلسات مختلفة، تناقش كيفية التعامل مع ضعف السمع، سواء جراحيا أو طبيا بالعقاقير أو تأهيليا بالمؤهلات السمعية (السماعات)، كما يناقش المؤتمر عمليات زرع القوقعة السمعية وكيف يمكن اختيار شرائح أوسع للمرضى الذين يمكن أن تجرى لهم زراعة القوقعة، وذلك لأنه منذ خمسة عشر عاما كانت هناك شريحة محدودة لمن يصلح لهم إجراؤها، أما الآن فالمناقشات الطبية تجرى كى يتسع نطاق شرائح المرضى.
البطاريات العائق الأساسى للأجهزة التعويضية لضعف السمع.. والجديد زرع الأجهزة بالكامل داخل الأذن الوسطى
ويضيف «فريد» أن المؤتمر تناول أيضاً محاضرات تفصيلية للأجهزة الجديدة التى يتم زرعها لضعف السمع التوصيلى، مع مناقشة طرق الجراحة الخاصة بها، وذلك كى يتم التغلب على مشكلة المعينات السمعية، لاحتوائها على البطارية وهى العائق الأساسى للأجهزة التعويضية لضعف السمع، لقصر عمرها، ويؤكد «فريد» أن المؤتمر يركز بشدة على هذا العائق، ولهذا فهو يناقش الجديد فى عالم الأجهزة التعويضية، وهو أنه سيتم زرع تلك الأجهزة بالكامل فى الأذن بما فيها البطارية.
ويضيف «فريد» أن من ضمن الأبحاث المقدمة فى المؤتمر حقن العقاقير مباشرة فى الأذن الوسطى، حيث إنها تؤدى إلى استعادة السمع فى بعض الأنواع فقط من حالات ضعف السمع، و من أنجح جلسات المؤتمر جلسة مهمة جدا لعلاج أمراض الحنجرة وهى الجراحات الميكروسكوبية التى تعالج أمراض الصوت، وجلسة أخرى عن مناقشة مشاكل مناظير الجيوب الأنفية وكيفية محاولة تفادى مضاعفاتها الخطيرة.
ويوضح «فريد» أن المؤتمر تناول محاضرات عديدة متنوعة شملت كل ما يخص أمراض الأنف والأذن والحنجرة، مثل مناقشة الأجهزة التى تشخص أمراض الصوت بوجه عام مع طرق علاج الأورام الحميدة وغير الحميدة، ومناقشة طرق إجراء عمليات تجميل الأنف بطرق بسيطة وآمنة.
أخبار متعلقة :