يقول الدكتور مجدى بدران إن خلايا الأكولة تعتبر مايسترو المناعة، وتشكل حوالى 70% من كرات الدم البيضاء، وتعتبر كرات الدم البيضاء هى الجنود المسؤوله عن حمايه الجسم من الأخطار ويزيد عددها عند وجود الالتهابات وعند أى التهاب تفرز كرات الدم البيضاء مواد منشطة لإنتاج من الخلايا الأكولة من النخاع وهو النسيج الذى يشغل تجويف العظام الكبيرة.
ونستطيع اعتبار ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء خاصة الأكولة المصاحب للالتهابات إنذارا مناعيا لأنه مؤشر جيد على وجود العدوى، وعند تناول مركبات الكورتيزون الشهيرة، بخفضها للمناعة تنتشر العدوى بسرعة بدون ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء ويحرم الجسم من الإنذار المناعى الطبيعى وبالتالى لا يتم التشخيص الجيد للالتهاب! .
وعن أسباب أمراض نقص الخلايا الأكولة المناعية قال بدران إن أغلبها وراثية نتيجة عيوب فى الشفرات الوراثية المسئولة عن هذه الوظائف أو من التلوث أو الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية ففى مرضى الإيدز يقل عدد الخلايا الأكولة المناعية وبالتالى تنخفض القدرة على مكافحة العدوى التى تتسبب فى وفاة المريض.
وعن إمكانية نقل خلايا أكولة من متبرعين ليس عمليا لأنها لا تعيش إلا أياما ولقد تم مؤخراً استخدام الهندسة الوراثية فى إنتاج مواد مماثلة للمواد المنشطة الطبيعية التى تنتج كرات الدم البيضاء من النخاع ووجد حديثا فى دراسة شارك فيها 30 مركزا من مراكز علاج الإيدز العالمية أن استخدام هذه المنشطات البديلة أدى إلى سرعة إنتاج الخلايا الأكولة وانخفاض معدلات الإصابة بالبكتيريا 30% والإقلال من احتمالات الوفاة مع الالتهابات البكتيرية.
وتعيش الخلايا الأكولة فى الدم لفترة قصيرة حتى يتم استدعاؤها لمناطق الالتهابات وتستكمل نضجها ويزداد حجمها وتتحول إلى كيانات كاسحة تكتسح أى عدو يهدد الأنسجة وتعمل كالمكوك ولها وحدات متخصصة مسئولة عن حماية بعض الأنسجة الهامة مثل المخ والطحال والكبد والرئة وتنقى الأنسجة من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطحالب والخلايا السرطانية وبقايا الالتهابات وحطام الخلايا المريضة.
ولا ينتهى دور الخلايا الأكولة عند التهام الغزاة فقط بل يتم إفراز منشطات لبعض الخلايا المناعية الأخرى الصديقة وكذلك وضع خلاصة الميكروبات التى تم قتلها على السطح الخارجى للخلايا الأكولة لتسهل عمل خلايا أخرى مسئولة عن تكوين مضادات وإفراز منشطات إضافيه لإنتاج كرات الدم البيضاء من النخاع حسب الحاجة.
ومن الأمراض التى قد تهاجم الأكولة نقص خلايا الأكولة المناعية نقص الأعداد أو الفشل الوظيفى النوعى مثل كسل الخلايا أو عدم القدرة، على الاحتواء أو الالتهام أو تدمير الهدف تشمل أعراض نقص الخلايا الأكولة المناعية الإصابة بالعدوى المتكررة أو المزمنة والقرح الفموية المتكررة الإصابة ببعض الحساسيات الجلدية الإصابة بالخراريج التى تنتشر حول الفم أو الشرج أو اللثة أو الرئة أو الكبد، فقدان الصبغات الملونة من الجلد أو العينين، سوء الامتصاص وسوء التغذية وقصر القامة والتأخر الدراسى والإسهالات المزمنة أو المتكررة بطء نمو الجسم فى الأطفال.
وللوقاية من أمراض نقص خلايا الأكولة يفضل البعد عن زواج الأقارب، التغذية الجيدة خاصة للحامل والمرضع والرضيع وعدم نسيان الرضاعة الطبيعية البعد عن الاستخدام العشوائى للأدوية خاصة المسكنات والمضادات الحيوية والكورتيزونات، الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة لأنها مصادر طبيعية للفيتامينات والمواد الطبيعية المضادة للأكسدة، ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل، بمعدل نصف ساعة يوميا، التمتع بقسط وافر من النوم، محاولة البعد عن التوتر، التشخيص المبكر والعلاج المبكر.