وأوضح تيموثى سميث أستاذ علم النفس فى جامعة "برمنجهام" بولاية "يوتا" الأمريكية، أن النتائج المتوصل إليها تستند على مراجعة البيانات المسجلة من عشرات الدراسات التى أجرى لأكثر من 3 ملايين شخص، موضحا أن الأشخاص لا يفكرون عادة فى تأثير العوامل الاجتماعية عندما يفكرون فى الصحة، فنحن نفكر فقط فى الأشياء الملموسة كضغط الدم المرتفع، ومستوى الكولسترول فى الدم وأخذ العلاجات الدوائية المخفضة للتأثير السلبى لهذه العوامل، إلا أنه فى الواقع العزلة الاجتماعية من أهم العوامل المساهمة فى زيادة فرص الوفاة بين العوامل المادة السابقة .
وشدد الباحثون فى معرض أبحاثهم المنشورة فى العدد الأخير من مجلة "علم النفس" على الإنترنت – على أن الوحدة هى حالة عاطفية، أولا وقبل كل شىء، فالوحدة هى اعتقاد وتصور الشخص بأنه وحيد .
وقالت" ليزا جاريميكا" أستاذ مساعد فى العلوم النفسية والمخ فى جامعة "ديلاوير" فى نيويورك، إنه يجب على البحوث التى تجرى فى هذا المجال الأخذ فى الاعتبار تأثير مشاعر الوحدة على الأشخاص الذين يعانون منها بغض النظر عن الشبكة الاجتماعية الفعلية المحيطة بهم، موضحة أن هناك أشخاصا هم بالفعل على اتصال مباشر ومستمر مع الآخرين إلا أنهم يشعرون بالوحدة، وهناك آخرين لا يرون بشكل منتظم أفرادا فى محيطهم الاجتماعى إلا أنهم لا يشعرون بالوحدة مطلقا.
كان الباحثون قد عكفوا على تحليل البيانات والنتائج الصادرة عن 70 دراسة أجريت بين عامى 1980 – 2014، والتى كشفت النقاب عن أن مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية، أو الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم كلها عوامل تؤثر سلبا على طول أعمارهم، حيث بلغ متوسط عمر المشاركين فى الدراسات 66 عاما، بينما كافح البعض منهم مع أحد الأمراض المزمنة .
ويشكك بعض الخبراء فى أن مراجعة البيانات لا يمكن أن تثبت السبب أو النتيجة حول علاقة الوحدة وخطر الموت المبكر.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الباحثون على أن العزلة الاجتماعية أو قلة الأنشطة الاجتماعية وراء زيادة خطر الموت المبكر بنسبة 29%، وكان التأثير مماثلا بين الرجال والنساء خاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الخامسة والستين عاما.