يلعب البرولاكتين دورا أساسيا فى جسم الإنسان، حيث أنه مرتبط دائماً بالجهاز التناسلى، فعند الرجال يقوم بالمحافظة على مستويات سليمة من هرمون التيستوستيرون، الذى يشكل مفتاح وإنتاج المنى.
وتؤكد د. هناء عبد المنعم أستاذ النساء والتوليد جامعة الأزهر أن هناك بعض الرجال الذين لديهم فرط فى هرمون برولاكتين الدم، ويعانون من قلة الرغبة الجنسية إلى درجة تصعب فى حدوث الانتصاب.
أما لدى النساء المرضعات فإن فرط برولاكتين الدم يعيق نمو الجريبات فى المبيضين، ويمنع حدوث الحمل مجددا، هذا إلى جانب تأثيره على العمليات السليمة المرتبطة بالأباضة، وقد يتحول لسبب لعدم الخصوبة (للعقم)، يمكن أن تتمثل التأثيرات السلبية، بإعاقة إفراز وهرمون الـملوتن المسئول عن خروج البويضة من الجريب الناضج فى المبيض، وكذلك قد يتمثل بخفض إنتاج الهورمونات المبيضية كالاستروجين (Estrogene) والبروجيستيرون (Progesterone)
أشارت هناء إلى أنه أحيانا تكون الإفرازات الشبيهة بالحليب من الثديين خارج نطاق فترة الرضاعة، مرتبطة بارتفاع مستويات البرولاكتين فى الدم، حيث يتم إفرازه على دفعات، بالمعدل مرة كل 95 دقيقة.
وترتبط قوة الدفع بساعة الإفراز خلال النهار، فالدفعات القوية والكثيفة بشكل خاص، تمت ملاحظتها خلال فترة النوم، خاصة النوم العميق، كما يمكن ملاحظة إفراز كميات كبيرة من البرولاكتين فى حالات الضغط النفسى، عند بذل الجهد الجسدى الكبير، عند التخدير العام، أو خلال عملية جراحية.
أشارت هناء إلى أن مستوى البرولاكتين لدى الرجال أقل منها لدى النساء، وخصوصا خلال الأسبوعين اللذين يسبقان الدورة الشهرية، حيث يكون مستواه فى دم النساء الحوامل مرتفعا منذ بداية الحمل، بل أنه قد يصل إلى عشرة أضعاف المستوى ما قبل الحمل و بعد الولادة.
حيث ينخفض مستوى البرولاكتين فى الدم، ولكن فى كل مرة ترضع الأم ابنها، يرتفع مستوى الهرمون إلى نحو ثمانية أضعاف المستوى العادى، ويعود للحالة الطبيعية، بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من الانتهاء من الرضاعة.
أوضحت أن هذا الهرمون يفرز من الغدة النخامية تحت رقابة عوامل عديدة، لكن أهم هذه العوامل هرمون الدوبامين (Dopamine)، الذى يتم إفرازه فى منطقة معينة من الدماغ، وتكون وظيفته هى تثبيط إفراز البرولاكتين والمحافظة على مستواه السليم.