كثير من الرجال قد يتضرر من إنجاب البنات ويفضل الرجل دائما أن يكون له ولد وربما قد يلجا إلى الزواج عدة مرات من أجل إنجاب الذكر وقد شغل هذا الأمر الكثير من العلماء واختلطت الأساليب العلمية بالأساطير والخرافات التى ليس لها أى أساس علمى من أجل إنجاب الذكر.
يقول الدكتور إبراهيم عون رئيس أقسام النساء والتوليد بطب الأزهر هناك طرق قديمة وليس لها أساس علمى لتحديد نوع الجنين وهذه الطرق موجودة منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد اهتم بها الإغريق والفراعنة والهنود ومنها وضع سرير الزوجية ناحية الشمال لأن الشمال يرمز إلى الذكورة والجنوب يرمز إلى الأنوثة والبعض الآخر أن الخصية اليمين تنتج ذكورا والخصية الشمال تنتج إناثا، وكان الرجل الهندى يعمل على ربط الخصية الشمال لمنع إنجاب الإناث وقام الفرنسيون باستئصال الخصية الشمال لمنع إنجاب الإناث.
وانتقد الفيلسوف أرسطو هذه النظرية لأن الرجال الذين لهم خصية واحدة ينجبون ذكورا وإناثا وابتكر اليونانيون طريقة أخرى تعتمد على الغذاء، بحيث يمكنهم الإقبال على بعض الأطعمة وتجنب البعض الآخر ظنا منهم أن هذه الأطعمة تساعد فى تحديد نوع الجنين، حيث إن الزوج والزوجة إذا تناولوا الغذاء الغنى بالصوديوم والبوتاسيوم والذى يحتوى على الأطعمة الغنية بالأملاح والفواكه مثل الموز والفراولة لمدة ثلاثة شهور والامتناع عن الطعام الغنى بالكالسيوم والماغانسيوم مثل الألبان ومشتقاتها فإن ذلك يؤدى إلى إنجاب الذكور وهذه الطريقة اشتهر بها بعض الأطباء رغم أن لها مضاعفات فى بعض المرضى لأنها المفروض أن تؤخذ قبل الحمل وليس أثناء الحمل وزيادة الصوديوم والبوتاسيوم يؤدى إلى ارتفاع فى ضغط الدم واحتباس المياه الجسم وفشل فى القلب والكليتين علاوة على مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على الأوعية الدموية والجهاز الدورى والجهاز العصبى ويجب أن ندرك أن النسبة الطبيعية لولادة ذكور هى 51: 53% وأن نسبة الإناث 47: 49% ولادة الذكور تزيد عن ولادة الإناث فى الطبيعى دون استخدام أى وسائل تزيد بنسبة 6%.
ومن الأمور القديمة التى ليس لها أى أساس علمى والمعتمدة على الحساب الفلكى وعمر المرأة وكذلك الأرض والماء والمعادن وغيرها ويسمى ذلك بالجدول الصينى.
ومن الطرق الحديثة والتى لها بعض الأساس العلمى ولكن غير أكيدة وليس لها دراسات تؤيدها من هذه الأمور توقيت المعاشرة الزوجية بالنسبة لوقت التبويض وكذلك استخدام الدش المهبلى القلوى فى حالة الرغبة فى ولادة ذكر أو الدش المهبلى الحمضى للرغبة فى إنجاب الإناث، حيث إن تغيير الوسط القلوى أو الحمضى للمهبل قبل المعاشرة الزوجية قد يؤدى إلى قتل الحيوانات المنوية كلها.
ويقول الدكتور إبراهيم عون أما الوسائل الحديثة التى لها أساس علمى وتعتبر أكيدة فى تحديد نوع الجنين وفرز الحيوانات المنوية أن البويضة تحتوى على كرموزوم X وأن الحيوان المنوى يحمل الكرموزوم Y وهو الذى يحدد نوع الجنين عندما يحدث الإخصاب.
ويتم فصل هذه الحيوانات بطرق عديدة عن طريق المواصفات المختلفة والفروق بين الحيوان المنوى الذى يحمل كرموزوم Y عن الحيوان المنوى الذى يحمل كرموزوم X ومنها الفرز أو الفصل الكهربائى أو الصبغ بطريقة FISH" حيث أن الحيوان المنوى يحتوى على مادة "DNA" بنسبة 2.8% ويتم حقن الحيوانات التى تحمل الصفات المرغوبة داخل الرحم فى حالات الحقن الصناعى أو الحقن ألمجهرى.
ولكن الأحدث من ذلك والأكثر تأكيدا هو أن يتم فصل خلية واحدة من الجنين المكون من الحقن المجهرى عندما يكون من 6 : 8 خلايا ويتم فحص هذه الخلية جينيا وحقن الجنين الذى يحمل الصفات المرغوب فيها، وهو ما يسمى
> "بطفل الأنابيب" مع تحديد نوع الجنين وهذه الطريقة أكيدة بنسبة 99 : 100% ولكنها عالية التكلفة وتحمل خطورة على الأجنة التى تم فصل خلية منها وقد تؤدى إلى موت جميع الأجنة.
وفى بعض حالات الحقن المجهرى يعتقد بعض الأطباء أن حقن عدد كبير من الأجنة يعطى فرصة أكبر للمحافظة على الأجنة برغم أن هذا الاعتقاد خاطئ ويقومون بحقن جميع الأجنة التى حصل عليها وينتج من ذلك حمل متعدد الأجنة والذى قد يصل فى بعض الأحيان إلى حوالى 14 جنينا وذلك يحمل خطورة عالية على كل من الأم والأجنة، حيث إن المضاعفات على الأم تتمثل فى ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل والحمل السكرى وزيادة نسبة وزيادة نسبة الولادة القيصرية ونزيف ما قبل وما بعد الولادة أما عن الأجنة فتزداد نسبة الإجهاض والولادة المبتسرة بكل مضاعفاتها وشلل الدماغ وزيادة نسبة التشوهات الخلقية وتأخر النمو الجسدى والعقلى فضلا عن الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التى تتحملها الأم والأسرة.
وتفاديا لكل هذه المضاعفات يضطر الطبيب المعالج إلى إنقاص عدد هذه الأجنة إلى ثلاثة فقط أو إلى اثنين أو حتى إلى جنين واحد وذلك يعتمد على رغبة الأم وحالتها النفسية والاقتصادية وأهمية إنقاص أو موت الأجنة ليست خالية من المضاعفات فقد ينتج منها الإجهاض أو موت عدد أكثر من الأجنة والولادة المبتسرة فضلا عن صعوبة العملية فى بعض الأحيان ويتم حقن مادة كلوريد البوتاسيوم فى قلب الجنين المراد التخلص منة ودائما ما نحتاج إلى فتاوى شرعية بشأن تلك الموضوعات.