كتب : نورهان السبحى الخميس 23-05-2013 11:23
الأطعمة الغذائية المليئة بالدهون المشبّعة ذات السعرات الحرارية المرتفعة وذات النسبة المنخفضة من الألياف قد تسهم فى الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والأطعمة الغنية بالألياف تحد من إمكانية الإصابة بالمرض، وهى موجودة فى الأسماك والطيور واللحمة البيضاء، وليست الحمراء والخبز ذى الردة، هذا ما قالة لـ«الوطن» أ.د. هانز شمول، رئيس قسم الأورام بجامعة هال بألمانيا ورئيس الجمعية الأوروبية لأورام الجهاز الهضمى والكبد، وذلك أثناء حضوره المؤتمر السنوى «الجديد فى طرق علاج أورام القولون والمستقيم والكبد»، الذى ينظّمه قسم علاج الأورام بطب عين شمس.
يقول لـ«الوطن» أ.د. هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس ومدير المؤتمر، إن مؤتمر هذا العام أقيم بالتعاون مع الجمعية الدولية لأورام الثدى وأورام النساء والجمعية الدولية لأورام الجهاز الهضمى والكبد وتمت مناقشة كل ما يتعلق بسرطان القولون والمستقيم والكبد من أجل تبادل الخبرات وإثراء المعرفة فى الأساليب العلاجية المتطوّرة فى علاج المرض. ويشير أ.د. «الغزالى» إلى أن المؤتمر اشتمل على محاضرات علمية متنوّعة ومن أهمها محاضرة أ.د. «شمول» حول كيفية «تفصيل» العلاج لكل مريض على حدة، طبقاً لطبيعة مرضه، فقسّم المرضى إلى ثلاث مجموعات حتى يستطيع الطبيب المعالج إعطاء البدائل العلاجية الملائمة لكل مجموعة على حدة، المجموعة الأولى لا تحتاج إلا علاجاً خفيفاً، لأن الورم يكون فى المراحل المبكرة، المجموعة الثانية وهى التى يلزمها العلاج الكيميائى الموجّه، وهو يؤدى إلى تقليل نسبة تغذية الورم من خلال إغلاق الأوعية الدموية الواصلة إلى الورم، كما أن هذا العلاج يمكن أن يقلل من حجم الورم، لأنه يصل إلى الخلية مباشرة ويقوم بغلق الإشارات من سطح الخلية المصابة، أما المجموعة الثالثة فهى التى يكون فيها الورم منتشراً جداً، مما قد يستلزم العلاج الكيميائى الموجّه جنباً إلى جنب الجراحة، ويُطمئن أ.د. «الغزالى» المرضى قائلاً: إن الأمل الآن أصبح واسعاً فى الشفاء التام من المرض فى المراحل المتأخرة على عكس السابق، فمنذ عشر سنوات لم يكن هناك أمل على الإطلاق، أما الآن فهناك تطوّر كبير فى هذا المجال.
ويؤكد هذا أ.د. علاء عبدالله، رئيس قسم الجراحة العامة كلية طب عين شمس ورئيس المؤتمر، فيقول لـ«الوطن» إن سرطان القولون والمستقيم الذى يمتد إلى الكبد لم يكن له علاج قديماً، ولكن الآن أصبح هناك تعاون بين الأساليب الجراحية والعلاج الكيميائى، فضلاً عن أن العلاج الحرارى يمكن أن يعالج المريض من خلال استخدام عدة وسائل علاجية ودمجها، مما يؤدى إلى تحسُّن حالة المرضى، وتطيل عمر المريض لمدة تصل إلى عشر سنوات على عكس السابق، عندما كان يمنح العلاج فرصة العيش لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر فقط. ويوضح أ.د. «عبدالله» أن سرطان القولون والمستقيم هو ثالث نوع من أنواع السرطانات المنتشرة فى العالم و60% من المصابين به يعانون من انتشار المرض إلى الكبد والرئة.
أما عن سرطان الكبد، فيقول لـ«الوطن» أ.د. «عبدالله» أنه منتشر فى مصر نتيجة الإصابة بالفيروسات الكبدية، خصوصاً فيروس سى، الذى أصبح شائعاً جداً نتيجة استخدام الآلات الجراحية غير المعقمة، ونقل الدم دون فحص دقيق واستخدام الإبر غير النظيفة.
وينصح أ.د. «شمول» المرضى من أجل الوقاية -قدر الإمكان- من الإصابة بالمرض، بضرورة ممارسة الرياضة والتوقف عن تناول العادات الغذائية السلبية، خصوصاً الوجبات السريعة ومحاربة السمنة المفرطة، بالإضافة إلى توخى الحذر من العامل الوراثى الذى له دور كبير، ويشدّد أ.د. «شمول» على أهمية التشخيص المبكر لأنه يسهم إلى حد كبير فى الشفاء التام للمرضى.
وفى هذا الصدد ينصح أ.د. «الغزالى» كل من له تاريخ عائلى مرضى بأن يقوم بعمل منظار للقولون كل عامين، لأن من له تاريخ مرضى هو أكثر عرضة من غيره للإصابة بالمرض، بينما ينصح أ.د. «عبدالله» كل من يعانى من اضطرابات فى القولون لمدة تزيد على الشهر بأن يذهب فوراً لاستشارة الطبيب.
أخبار متعلقة :