أوبرا فاجنر سيجفريد، إن أصابتك قبل ذلك بالصداع، فلا تقلق، لست وحدك الذى يشعر بهذا، فقد ادعى باحثون أن نوبات الصداع النصفى المؤلمة على الأرجح هى مصدر إلهام موسيقى ريتشارد فاجنر الدرامية، فقد كان يعانى من هذه النوبات، وكان يصف هذه الأعراض والصداع، بـطاعون حياته الرئيسى.
يدّعى باحثون فى ألمانيا، أن الموسيقار الكبير يسكب معاناته فى أوبراه، كمثال على ذلك سيجفريد.
> سيجفريد هى الأوبرا الثالثة من أربعة أوبرات تشكل إبداعه فى "دير رينج ديس نيبيلونج"، حيث يفتتح أوبراه، بلحن نشاز، نابض، يصبح تدريجيًا أكثر كثافة حتى يصل إلى "نبض مؤلم فعلًا".
> تصرخ الشخصية الرئيسية فى ذروتها،"ألم الطاعون القهرى، بلا نهاية، حيث يقول الباحثون إنها تمثيل لنوبة صداع نصفى مؤلمة نابضة.
> ذكر فاجنر، فى مذكراته وصفًا للأعراض التى انتابته فى سبتمبر عام 1865، وكانت فى نفس الوقت، الحالة التى تم تأليف مؤلفاته فيها، حيث كتب لفرانس ليزست 1857 مشتكيا أنه: لم يكن قادرا على كتابة سطر واحد، دون أن يبتعد، ويتعطل عن عمله، بسبب تلك النوبات العنيفة من الصداع"، قائلا" الآن جهازى العصبى يشبه البيانو الملئ بالنغمات، سأتخيل أن السلاسل تكسر، وأن هناك نهاية.
شملت تصويرات فاجنر، عن صداعه النصفى أنه: "لحن متألق، يخفق، لكنه متعرج المسار، سرقة، وطنين صاخب " كما غنتها إحدى الشخصيات الرئيسية فى أوبراه "ضوء كريه".
>و يقول الباحثون، إن الموسيقى لها خصائص الصداع النصفى تماما، وتردد الوميض التجريبى يعطى مفاتيح هامة، عن سرعة الآداء التى أرادها فاجنر، ومن هذا يستنتجون أن فاجنر كان يعانى كثيرا من النوبات، واستخدم معاناته هذه بإبداع، كى ينقلها مع مشاعره، وتصوراته للأجيال القادمة.
>وقال الدكتور كارل جوبل، من قسم علم الأعصاب فى مستشفى جامعة كولونيا: "إن تفاصيل كتاباته، ورسائله، وكذلك العديد من سجلات زوجته الثانية "كوزيما فاجنر"، يؤكد أن لديه اضطراب صداع نصفى شديدة، عطله عن انتاجه، وكان يهاجمه فى نوبات متكررة جدا".
>و يضيف: "هنا نتبين كم كان فاجنر عبقريًا، وعميقًا حيث دمج نوبات صداعه النصفى، وأعراضها المصاحبة فى موسيقاه وأعماله".
هذا، وقد نشرت هذه الدراسة فى المجلة الطبية البريطانية، وكتبت التليجراف تقريرا عنها.