"الشعب المصرى دمه سكر ".. تلك الجملة ـ التى قد تبدو هزلية ـ توضح باختصار معاناة 15 مليون مصرى مصابون بمرض السكر, حيث تشير الدراسات إلى أن مصر تحتل المركز العاشر عالمياً فى نسب الإصابة بالمرض, ومن المتوقع أن تصل إلى المركز الثامن بحلول عام 2030.
الدكتور هشام الحفناوى، عميد معهد القومى للسكر، أكد أن وزارة الصحة بصدد أخذ عينات عشوائية من محافظات ممثلة للمجتمع المصرى, لمعرفة نسب ومعدلات الإصابة بنسب السكرى فى مصر, خاصة أن هناك فئة ليست بالقليلة لا تدرك أنها مصابة بالسكرى, وتعلم بإصابتها فقط عند ظهور المضاعفات.
> وأوضح "الحفناوى" أن المعهد القومى للسكر بصدد تنظيم حملات وقوافل لمختلف محافظات مصر، بهدف توحيد طريقة العلاج لمرض السكرى, مشيرا إلى أن بروتوكولات العلاج تتغير عالمياً، ونحتاج فى مصر إلى مواكبة طرق العلاج الحديثة, وتعميم تلك الطرق فى جميع أنحاء مصر.
وأضاف عميد معهد المعهد القومى للسكر، أن أكثر الأخطاء الشائعة التى تواجه الطبيب قبل المريض هى توحيد النظام الغذائى لكل المرضى، فبالرغم من أن العالم يسعى إلى توحيد طرق العلاج، إلا أن اتجاه العلاج الفردى هو الأفضل على الإطلاق ولا يوجد أدنى تعارض فى ذلك.
وأوضح "الحفناوى" أن طبيعة حياة مريض السكر والمجهود الذى يبذله هو الذى يحدد نوعية الأطعمة التى يجب تناولها, كما أنه الأقدر على تحديد المواعيد المناسبة لتناول تلك الأطعمة، مؤكدا أن أكثر الأخطاء التى نقع فيها تقديم نظام غذائى واحد لعامل بناء وطالب الجامعى, فالقائمة الغذائية الثابتة فى العلاج لابد أن تنتهى فى علاج مرض السكر فى مصر، كما انتهت فى أغلب دول العالم.
ويبين "الحفناوى" أن من الأخطاء الشائعة أيضا هو توحيد جرعة الأنسولين لكل المرضى، دون معرفة طبيعة يوم المريض ومدى المجهود المبذول منه خلال اليوم, فعملية معالجة السكر وضبط نسبة فى الدم عملية معقدة تحتاج إلى متابعة دورية مع الطبيب, ومعرفة الطبيب لكافة جوانب حياة المريض ليسهل العلاج.
وينصح عميد المعهد القومى للسكر بضرورة التحليل المستمر من قبل مريض السكر لضبط نسب السكر، وكى يكون رقيبا على نفسه, حيث تشير الدراسات إلى أنه كلما زادت معدلات التحليل المنزلى زادت معدلات ضبط السكر فى الدم.
وعن أسباب انتشار المرض فى مصر، يوضح أن مريض فيروس سى معرض بنسبة 3 أضعاف عن غيره للإصابة بداء السكر, وتعد مصر الأولى عالميا فى معدلات الإصابة بالعالم بفيروس سى، وهو ما يزيد من معدلات الإصابة بالسكر، فضلاً عن انتشار السمنة التى تقاوم عمل الأنسولين بالجسم, وتشير الدراسات إلى أن 90% من نسب الإصابة بالسكر من النوع الثانى سببها السمنة, فضلاً عن عدم المتابعة مع الطبيب، خاصة فى وجود تاريخ مرضى بالعائلة.
وللوقاية من المرض يقدم الدكتور هشام نصائح للقراء، عن طريق الاهتمام بممارسة الرياضة والحركة اليومية, وتجنب تناول الوجبات السريعة, تناول المياه بدلا من المياه الغازية والعصائر المحلاة الصناعية, وتجنب السمنة, والمتابعة والتحليل المستمر لمراقبة نسب السكر فى الدم، خاصة فى حالة إصابة الأهل بالمرض.