الأنف، العضو الأهم لاستمرارنا فى الحياة، فمنه يخرج الزفير ومنه يدخل الشهيق إلى صدورنا ونعيش فى الدنيا لوقت أطول، وهى وسيلة الإنسان الوحيدة للشم وتمييز الروائح المختلفة.
قال الدكتور قاسم محمد، استشارى أمراض الأنف والأذن والحنجرة، "تعرف على أنفك جيدا فهو عضو هام بجسمك"، موضحا أهمية معرفة خصائصه وتركيبته وفوائده ووظائفه التى خلقه الله تعالى لأدائها، مشيرا أن للأنف القدرة على التحكم فى رطوبة وحرارة الهواء المار بها، ولكل أنف فتحتين اثنين يمكن من خلالهما عبور الهواء للداخل وإلى الخارج، وهذه الفتحات هى المعبر الحقيقى لدخول الهواء واستقراره فى رئتى الإنسان عن طريق الحلق مكملا طريقه إلى الحنجرة.
واستطرد قاسم "خلق الله تعالى أنف الإنسان مليئة بما يعرف بالمخاط، ولهذا المخاط الذى يتميز بلزوجته فوائد عديدة وخارقة، فهو الصائد للميكروبات والأجسام الغريبة التى لا يمكن أن تتحملها الرئتان والمجرى الهوائى لها، فيلتقطها ليحمى الصدر منها قبل الوصول له.
واسترسل استشارى الأنف شارحا لطبيعة "المخاط" أنه عبارة عن سائل مخاطى منظف يقوم بالتجدد التلقائى، وتنظيف الأنف داخليا بشكل مستمر ومتكرر ومنتظم من أى أجسام مكروهة، أو مهيجة أو ضارة قد تخترقها.
وأشار محمد إلى أن المخاط لا يستطيع منع كل الجسيمات المتطايرة الضارة من الدخول إلى الجهاز التنفسى، فالمخاط له قدرات محدودة ولا يستطيع منع كل ما يحمله الهواء الخارجى من ميكروبات وأتربة وجراثيم وأجسام غير مرغوب فيها، ويرجع السبب أيضا إلى ضآلة بعض هذه الأجسام وعدم تمكن المخاط من إيقافها جيدا، مثل طلع النخيل وحبوب اللقاح الدقيقة وجزيئات الغبار المتناثرة والضئيلة.
ولفت محمد إلى ضرورة تنظيف الشخص لأنفه باستمرار ليتمكن المخاط من تجديد نفسه، ليصبح أكثر قدرة على التقاط الأتربة والأجسام الغريبة قبل دخولها إلى صدر الإنسان مسببة مشاكل خطيرة.
وشدد محمد على ضرورة أن يعى الإنسان خطورة مرور هذه الأجسام والأتربة المهيجة للصدر، ومحاولة تقليل التعرض لها بشكل مباشر، فمنها أنواع يمكن للجسم أن يصاب بتهيجات وحساسية بسببها، خاصة لمن لديهم استعدادا وراثيا للإصابة بالحساسية المزمنة، والهياج السريع، وقد تتسبب فى إصابة الشخص بالزكام أو فيروسات الأنفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية، وتهيج الصدر المصاب بالحساسية المزمنة.