يحتفل العالم غدًا 16 أكتوبر بيوم الغذاء العالمى الذى يوافق يوم إنشاء منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "فاو" عام 1945، وذلك وسط تحدٍ كبير من قبل جميع الحكومات بتوفير الغذاء المناسب لشعوبها والقضاء على نقص الغذاء الذى يهدد بعض شعوب الدول النامية خاصة أنه تم تحديد عام 2015 للقضاء على الجوع نهائيًا.
وبالرغم بالرغم من أن إنتاج العالم من الغذاء يوميًا يكفى كل البشر بمعدل 2720 سعرًا حراريًا، إلا أن هناك حوالى 842 مليون شخص يعانون من الجوع فى اليوم فهل سينجح العالم فى مواجهة هذا التحدي.
وقال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، إن الجوع هو محصلة إهدار الوقت والطعام فالشعب الذى يعرف قيمة العمل ويحافظ على الموارد البيئية لا يعانى من الجوع.
وأضاف بدران، فى تصريح اليوم الثلاثاء، أن نقص الغذاء فى العالم هو منظومة متكاملة تبدأ من معاناة الجنين داخل الرحم وتنتهى بوفاة بشر لا يجدون الحد الأدنى من الطعام.
وأشار إلى أن مناسبة اليوم العالمى للغذاء تهدف إلى تشجيع الإنسان لإنتاج الأغذية الزراعية والتعاون الاقتصادى والتقنى بين الدول النامية وزيادة الوعى العام بمشكلة الجوع فى العالم وتعزيز نقل التكنولوجيا إلى العالم النامى والتضامن الدولى والوطنى فى الكفاح ضد الجوع وسوء التغذية والفقر، حيث أن ثمن قذيفة طائرة واحدة تكفى إطعام مدرسة ابتدائية فى العالم النامى لمدة 5 أيام.
وأوضح أن العالم يهدر نصف إنتاجه من الطعام فى القمامة بمعدل يصل حوالى مليارى طن ولتقليص هذا الهدر يجب مراقبة الإنتاج والتخزين والإعداد والحفظ والعمل على تلافى الخسائر فيها، لافتًا إلى أن الجوع منتشر فى كل بقاع الأرض وهو يعنى عدم توفر غذاء كاف لحياة نشطة وصحية بسبب الفقر وإهمال الزراعة والأزمة الاقتصادية العالمية والكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة وزيادة أسعار المواد الغذائية.
وقال إنه خلال القرن العشرين توفى 70 مليون شخص من المجاعات فى جميع أنحاء العالم وأن هناك مليار نسمة "15%" من سكان العالم يعيشون تحت عباءة الجوع المزمن أغلبهم يعيشون فى الدول النامية.. مشيرًا إلى أن بعض الدول التى تتصف بالثراء كالولايات المتحدة الأمريكية يعيش 13% من شعبها فى كنف الجوع الدائم وهناك ما يقرب من 25% من الأطفال الأمريكيين لا يجدون طعام العشاء.
وأوضح أن الجوع يمكن وصفه بالوباء حيث يتسبب فى الوفاة المبكرة والإعاقة لثلث البشر ويسبب نقصان المناعة ويفاقم من مضاعفات الأمراض، مشيرًا إلى أن الأطفال هم الضحايا الأكثر لسوء التغذية التى تلعب دورا هاما فى وفاة حوالى 6 ملايين طفل كل عام.
وأكد أن سوء التغذية يسبب التقزم بين الأطفال وأنه يوجد بأشكال مختلفة وأن سوء التغذية بين الحوامل فى الدول النامية يؤدى لانخفاض الوزن عند الولادة فى سدس المواليد ويهدد حياتهم وربما يسبب لهم صعوبات فى التعلم وتخلف عقلى واعتلال الصحة والوفاة المبكرة، مشيرًا إلى أن سوء التغذية يصيب 150 مليون طفل بنقص الوزن و182 مليونًا آخرين يعانون من تأخر النمو.
وذكر بدران أن لبن الأم هو التغذية المثلى الاقتصادية للرضيع، حيث يحتوى على مختلف العناصر الغذائية التى يحتاجها الطفل وبنسب مثالية بالإضافة إلى توافره فى أى وقت معمقًا وطازجًا بدرجة حرارة مناسبة.
ووضع بعض الحلول لتحقيق الحق فى الغذاء ومنها توفير الأمن الغذائى وضمان سلامة الغذاء وحماية المستهلك وتعزيز الرضاعة الطبيعية وعلاج العدوى ومكافحة الطفيليات وتشجيع الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات وخفض الضرائب على مشروعات إنتاج الغذاء وترويج الزراعة العضوية التى لا تستخدم فيها المبيدات أو الأسمدة.
أخبار متعلقة :