شبكة عيون الإخبارية

مؤتمر دراسة أمراض السكر والكبد: 30% من مرضى فيروس «سى» مصابون بمرض السكر

د. عبدالخالق حامد: توجد علاقة تبادلية بين السكر والكبد ويجب إمداد الأطباء بإرشادات واضحة للتعامل الصائب مع المرضى

كتب : نورهان السبحى السبت 12-10-2013 12:27

مرض السكر من الأمراض المزمنة التى تصاحب المريض طيلة حياته، ودائماً ما يؤدى المرض إلى حدوث مضاعفات مؤرقة، فمرض السكر يؤثر على كل خلايا الجسم، وتظهر أعراض إصابة الخلايا فى أعضاء مهمة مثل الأوعية الدموية وشبكية العين والكلى والأعصاب. وهذه الإصابة تتسبب فى مضاعفات مرض السكر المهمة، ولكن السكر أيضاً يصيب أعضاء أخرى مهمة مثل المعدة، والعظام، والكبد، ولا يكاد يكون هناك عضو فى الجسم إلا وهو عـرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكر. من هنا جاءت أهمية المؤتمر السنوى العاشر لدراسة أمراض السكر والكبد والجهاز الهضمى والذى أقامته الجمعية المصرية لدراسة أمراض الجهاز الهضمى والكبد.

يقول أ. د. عبدالخالق حامد، أستاذ واستشارى أمراض السكر والكبد طب قصر العينى ورئيس المؤتمر، إن مؤتمر هذا العام يهدف إلى التعرف على العلاقة الطردية بين مرض السكر والكبد والتوعية بخطورة تلك العلاقة التى أحياناً ما تؤدى إلى عواقب صحية وخيمة، فضلاً عن تقديم إرشادات وخطوط واضحة للأطباء فى كيفية التعامل مع مريض الكبد والسكر، بما فى ذلك أحدث الطرق العلاجية فى هذا الشأن، وذلك لأنه لا توجد فى إرشادات طبية محددة للتعامل الصائب مع مريض الكبد والسكر.

وعن العلاقة بين مرضى السكر والكبد، يقول «للوطن» أ. د. محمد القصاص، استشارى أمراض الكبد بالمعهد القومى للأمراض المتوطنة والكبد، إن العلاقة بينهما علاقة تبادلية؛ فأمراض الكبد تسبب السكر والعكس صحيح، كما ثبت وجود علاقة بحثية واضحة بينهما، فنسبة كبيرة من المصابين بمرض الكبد مصابون أيضاً بمرض السكر.

ويضيف أ. د. القصاص أنه توجد أمراض كبد محددة تصاحب مرض السكر بطريقة أكثر من غيرها وأهمها التهاب الكبد الوبائى «سى» وهو الأكثر انتشاراً فى مصر بالمقارنة بالعالم، فطبقاً لآخر الإحصائيات الرسمية فهناك 15% من المصريين مصابون بفيروس «سى» أو لديهم أجسام مضادة فى دمهم لفيروس «سى» أى 10 ملايين مصاب، وهذه نسبة كبيرة بالمقارنة بالنسب التى تحتلها باقى الدول، حيث إن النسبة المتعارف عليها هى 1% فقط، وفيروس «سى» من الأمراض التى تسبب مرض سكر بغض النظر عن المرحلة التى وصل إليها المريض.

ويوضح أ. د. القصاص أن المرضى المصابين بفيروس «سى» والمصابين أيضاً بمرض السكر ولا يعتنون بمستوى السكر فى الدم -أى أنه غير منضبط- لا يستجيبون جيداً لعلاج فيروس «سى»، وذلك بالمقارنة بهؤلاء غير المصابين بالسكر أو مستوى السكر لديهم منضبط، كما أن المصابين بفيروس «سى» هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسكر؛ حيث إن 30% من المصابين بفيروس «سى» معرّضون للإصابة بالسكر وذلك على عكس الأشخاص الطبيعيين غير المصابين بالفيروس، حيث يحتمل إصابة من 5 إلى 6% فقط بمرض السكر.

وعن أسباب الإصابة بأمراض الكبد، وخاصة فيروس «سى»، يوضح أ. د. القصاص أنه توجد أسباب عديدة تؤدى إلى تدهور وظائف الكبد منها تناول الأدوية والعقاقير ومضادات الروماتيزم ومضادات الالتهابات، وتناول الكحوليات.

وعن طرق الوقاية من المرض يقول أ. د. القصاص إن الوقاية فى أمراض الكبد بالتحديد خير من العلاج، ولذلك يجب أن يكون الناس حريصين على تجنب الإصابة بفيروس «سى» الذى يُنقل عن طريق الدم، وبالتالى يجب الابتعاد عن إجراء أى عمليات جراحية فى أماكن غير موثوق فيها مثل طهارة الأولاد أو ختان البنات، ويجب الابتعاد عن رسم «التاتو» لأنه أحياناً ما يُعاد استخدام الإبر ومن ثم ينتقل الفيروس، وينبغى أيضاً تجنب خرم الأذن عند البنات، فبوجه عام يجب تجنب استخدام أى آلة حادة غير معقمة أو أى ممارسة طبية تتم تحت ظروف غير معقمة أو ظروف غير مصرح بها طبياً.

وعن كيفية مواجهة فيروس «سى» يوضح أ. د. القصاص أنه فى عام 2006 تم إطلاق مشروع إنشاء خطة استراتيجية قومية للقضاء على فيروس «سى» تتكون من من المراكز المتخصصة لعلاج أمراض الكبد، 25 مركزاً تم توزيعها على مستوى أنحاء الجمهورية بها أطباء ومتخصصون لعلاج أمراض الكبد ومضاعفاتها، وتقوم بتوفير علاج فيروس «سى» عن طريق توفير حقن «الإنترفيرون» مجاناً أو بسعر مخفّض جداً فى مراكز المشروع على نفقة التأمين الصحى وعلى نفقة الدولة.

وعن أسباب انتشار كل من مرض السكر والكبد، تقول «للوطن» أ. د. هالة على جمال الدين، أستاذ أمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر، كلية طب قصر العينى، إنه فيما يتعلق بانتشار التهاب الكبد الوبائى «سى»، فإن أسباب انتشاره ترجع فى الأساس إلى نقص التوعية بالمرض، فالتوعية مفقودة تماماً فى مصر لدرجة أنه فى كثير من الأحيان يتم اكتشاف المرض صدفة أثناء التبرع بالدم، فهناك 50% من المتبرعين بالدم مصابون بالتهاب الكبد الوبائى «سى»، وهذا يفسر لماذا تم وضع مصر فى أوائل دول العالم فى التهاب الكبد الوبائى «سى» طبقاً لآخر الإحصائيات، كما أننا ينقصنا التعليم الجيد، فمصر تقع فى آخر قائمة مستوى التعليم فى العالم، فهى تحتل رقم 286 وهو آخر القائمة.

وتضيف د. جمال الدين أنه فيما يتعلق بانتشار مرض السكر، فهو أيضاً أصبح مرضاً دارجاً جداً فى مصر ونسب انتشاره فى تزايد، فمصر تحتل رقم 10 فى العالم فى نسبة الإصابة بالمرض، ومن المتوقع أن تحتل مصر رقم 9 فى عام 2025 وذلك طبقاً للجمعية العالمية لمرض السكر.

وعن أسباب انتشار مرض السكر، توضح د. جمال الدين أن هناك عوامل كثيرة تؤدى إلى الإصابة بمرض السكر على رأسها السمنة، فهى لها عامل كبير، واتباع عادات غذائية سيئة مثل تناول الوجبات السريعة بصورة منتظمة، فضلاً عن قلة التوعية بالمرض.

وتؤكد د. جمال الدين أن الوجبات السريعة تُعد من المسببات الرئيسية للإصابة، وهذا يفسر لماذا أن الولايات المتحدة الأمريكية ثابتة على المركز الرابع من حيث الإصابة بمرض السكر وذلك على مدار الست سنوات الماضية، ومصر تُعد أفضل من الولايات المتحدة من حيث الإصابة بالمرض.

د. محمد القصاص يتحدث لـ«الوطن»

وتوضح د. جمال الدين أن السكر من الأمراض التى تصيب كل الأجهزة مثل الجهاز الهضمى فتسبب اضطرابات فى القولون والمعدة والتهابات مستمرة فى القولون وأحياناً تتسبب فى إمساك أو إسهال.

وعن الأعراض الشائعة لمرض السكر توضح د. جمال الدين أنها تتمثل فى التبول الكثير والشعور بالعطش الزائد وفقدان الوزن والشعور بالتعب والإجهاد والإصابة بالاكتئاب، وتضيف د. جمال الدين أن هناك بعض أعراض الإصابة بالكبد تتشابه مع السكر وهى تتمثل فى الشعور بالكسل والخمول والميل للنوم فترات طويلة.

وتنصح د. جمال الدين أنه يجب استشارة الطبيب فور الشعور بأى عرض غير عادى أو أى ألم غير معتاد، كما يجب أن يقوم كل من له استعداد وراثى للإصابة بمرض السكر -أى إذا كان أحد الوالدين مصاباً بمرض السكر- أن يقوم بتحاليل دورية كل عام، وتشمل هذه التحاليل تحليل سكر صائم وفاطر أو تحليل هيموجلوبين تراكمى، وبوجه عام يجب أن يقوم كل من تعدى سن الأربعين بفحص شامل كل عام، وعلى مستوى الأطباء جميعهم يجب عليهم كل عام أن يقوموا بتحاليل إنزيمات الكبد وبعض معاملات الالتهاب الكبدى، وذلك لاكتشاف أى مرض؛ حيث إن التهاب الكبد الوبائى «سى» ليس له أى أعراض واضحة أو محددة.

وتقدم د. جمال الدين نصائح ذهبية للوقاية من مرض السكر وهى الابتعاد عن السمنة لأنها قنبلة موقوتة ويجب ممارسة الرياضة بانتظام أى المشى بهدف الرياضة لمدة نصف ساعة أربعة أيام فى الأسبوع، والبعد عن الوجبات السريعة والإكثار من الخضراوات الطازجة والفواكه.

DMC

أخبار متعلقة :