حتى وقت قريب كان يعتقد أن المرأة هى المسئولة عن العقم، وعدم القدرة على الإنجاب، ولكن أثبت العلم الحديث أن الرجال قد يعانون من العقم، سواء كان هذا العقم مؤقتا ويكون ناتجا عن سبب يزول بزواله، أو عقم دائم لم يكتشف له علاج بعد.
قال الدكتور رامى حمزة استشارى العقم والذكورة بجامعة الأردن، بعد تأخر الإنجاب بعدة أشهر يأتى الزوجان لإجراء الفحوصات الضرورية، للتأكد من عدم وجود مشاكل جسمانية، مضيفا أنه يفضل عند إجراء تلك الفحوصات أن يبدأ الرجل أولا.
وعلل رامى هذا قائلا إن فحص قدرة الرجل على الإنجاب سهل وبسيط وإجراؤه لا يحتاج إلى وقت، وتكون نتائجه دقيقة، مضيفا أنه يتم إجراء تحليل وفحص كفاءة الحيوانات المنوية، حيث يتم تحليل جزء من السائل المنوى للرجل بشرط أن يمتنع عن أى علاقة جنسية لمدة أسبوع، مشيرا إلى أن ضعف الحيوانات المنوية لدى الرجل ليس له أى علاقة بالقدرة الجنسية نهائيا.
وأوضح أنه يفترض فى الشخص السليم أن يكون فى كل ملم من السائل المنوى 20 مليون حيوان منوى، كما يجب أن تكون نسبة الحيوانات المشوهة أقل من 75%، كما يجب أن يكون أكثر من 50% من الحيوانات المنوية متحرك ونشط حتى يحدث الإنجاب.
واستكمل موضحا أن المرأة يتم فحصها عن طريق إجراء أولا تحليل للدم، ثم أشعة فوق صوتية، ثم صور بالأشعة فوق الصوتية، وصور أشعة ملونة بالصبغة لاكتشاف ما إذا كانت تعانى من تكيس المبايض أم لا.
وأضاف حمزة أن هناك العديد من الأسباب لضعف الحيوانات المنوية، ومنها ما قد يكون بسبب تشوهات خلقية كتأخر نزول الخصية فى الصغر (الخصية المهاجرة)، ونصح رامى أهالى المواليد من الذكور من التأكد من نزول الخصيتين فى كيس الصفن لأن علاج تلك الحالة قبل مرور عام من عمر الطفل يحميه من الإصابة بالعقم فى المستقبل.
واستكمل مشيرا إلى أن ضيق الأوعية الدموية حول الخصيتين (الدوالى الخصية) أحد أسباب العقم ويتم علاج تلك الحالة من خلال جراحة توسيع تلك الأوعية، وذلك لزيادة كفاءة إنتاج الحيوانات المنوية.
كما أن هناك بعض الإصابات الشديدة كالتهابات تؤدى إلى انسداد قنوات المنى، وأحيانا تلعب الوراثة دورا فى الإصابة بالعقم، بالإضافة إلى أن تسرع بعض الشباب فى تناول أدوية أو حقن هرمونية لأكثر من 6 أشهر إلى عام تؤدى إلى الإصابة بالعقم.