مرض السرطان من الأمراض المفجعة والتى تؤدى بصاحبها إلى الاكتئاب، فالسرطان يرتبط فى الأذهان بأنه مرض الموت، فماذا يحدث إذا كان السرطان بمنطقة حساسة كالشرج؟.
قال الدكتور محمد سعد العشرى أستاذ طب الأورام بجامعة المنصورة، إصابة الإنسان بالسرطان لا تعنى الموت، فهناك أبحاث ودراسات تعد يوميا لإيجاد علاج مناسب لنوع السرطان الذى يصاب به الشخص.
وأضاف أن سرطان القولون الشرجى هو نمو غير طبيعى لبعض الخلايا غير الطبيعية بالأمعاء الغليظة، ويعتبر هذا النوع من السرطانات ثالث أكثر الأنواع انتشارا على مستوى العالم بين النساء والرجال.
وأشار إلى إمكانية ظهور أعراض الإصابة بالمرض فى أعضاء أخرى بالجسم، وتسمى الإصابة فى تلك الحالة بسرطان القولون الشرجى المنتشر، وقديما كانت هذه الإصابة مميتة لكن مع تقدم علم الأدوية والتدخلات الجراحية فإن معدلات الحياة لفترة خمس سنوات فى حالات القولون الشرجى المنتشر، قد زادت من 5% إلى 40%.
وأضاف العشرى أن العلاج يعتمد على عدة أوجه، منها مكان انتشاره بالجسم، والحالة الصحية العامة للمريض، ويتم فى المراحل المتقدمة من استخدام العلاج الكيميائى الذى يقتل خلايا السرطان المنتشرة فى أعضاء الجسم (ثانويات).
وإذا كان المرض منتشر بالكبد أو أى عضو آخر، فإن استئصال ثانويات المرض هو العلاج الوحيد، الذى يساعد على الشفاء.
وأضاف العشرى أن العلاج الموجه هو جيل حديث من العلاج الذى يهاجم خلايا السرطان فقط، ولا يهاجم خلايا الجسم مما يوقف استمرارية نشاط الورم، لذلك يضاف العلاج الموجه مثل السيتوكسيماب إلى العلاج الكيميائى ليحسن من النتائج المتوقعة من استخدام العلاج الكيميائى بمفرده، مثل معدلات الاستجابة وتقليل مخاطر تطور المرض ومعدلات الحياة.
أما إذا كان الهدف من العلاج هو استئصال ثانويات الورم من الكبد فإن إضافة العلاج الموجه إلى العلاج الكيميائى قبل الجراحة يعمل على تقليل حجم الورم ويعطى فرصة للتدخل الجراحى مما يزيد من معدل الحياة.
ولتحديد العلاج الموجه المناسب لسرطان القولون الشرجى المنتشر يجب إجراء اختبار كراس لأن جين كراس هو أول دليل حيوى تم تحديده فى سرطان القولون الشرجى المنتشر، لأنها تساعد الطبيب على اختيار العلاج المناسب والأكثر فاعلية لكل مريض على حدة.
وأوضحت الإحصاءات أن 60% من مرضى سرطان القولون الشرجى المنتشر يوجد عندهم جين كراس الطبيعى، وهم بالتأكيد أكثر المرضى استفادة من العلاج الموجه مثل السيتوكسيماب وغيره من العلاجات الموجهة الأخرى.
وأضاف العشرى أن العلاج بالموجه له آثار جانبية أقل من العلاج الكيميائى، وتكون الآثار الجانبية عبارة عن إعياء أو طفح جلدى كحب الشباب، وكلما زاد الطفح الجلدى كان معدل الاستجابة للدواء أفضل، وهذا الطفح يمكن معالجته بمضادات الالتهابات والمضادات الحيوية الموضعية.