كتب : نورهان السبحى الخميس 26-09-2013 09:17
ظهور التجاعيد، تساقط الشعر، تقصف الأظافر، العرق الزائد، البهاق، الصدفية.. كلها مشكلات شائعة يعانيها قطاع كبير من الناس، وأحيانا ما تسبب ضيقا نفسيا، وبالرغم من أن هذه المشكلات مهمة ومؤرقة فإنها لحسن الحظ لها علاجات متعددة، بل والأكثر من ذلك فكل يوم يظهر تطور طبى يعلن عن الجديد والمبتكر فى علاج كافة الأمراض الجلدية، ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر السنوى الصيفى السادس عشر للجمعية المصرية للأمراض الجلدية والتناسلية بالتعاون مع الجمعية المصرية لأبحاث الشعر.
يقول لـ«الوطن» أ. د. محسن سليمان، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب قصر العينى رئيس الجمعية رئيس المؤتمر: إن المؤتمر ناقش موضوعات عدة تناولت كل ما هو جديد فى علم الأمراض الجلدية والأساليب العلاجية الحديثة. واحتوى المؤتمر على 8 ورش عمل تناولت الوسائل الحديثة لتجميل الجلد، فضلاً عن 33 بحثا علميا جديدا.
ويضيف «سليمان» أن من ضمن الموضوعات التى تناولها المؤتمر هى حقن «الفيليرز» وحقن «الميزوثيرابى» فى علاج التجاعيد وإعادة حيوية الجلد، وعلاج قشر الشعر وحب الشباب والشيب المبكر وعلاج الدهون الزائدة بالليزر تحت الجلد وكيفية إعادة نحت الجسم واستخدامات الليزر المختلفة وعلاج «البوتوكس» فى التجاعيد والعرق الزائد، فضلا عن مناقشة مشاكل الأمراض الجلدية المختلفة مثل حساسية الجلد واضطرابات المناعة والأمراض الجلدية الفقاعية وأمراض اضطراب التمثيل الغذائى مثل الصدفية.
ومن ضمن ورش العمل التى قدمها المؤتمر: ورشة عمل لتدريب شباب الأطباء على الاستخدامات المختلفة لـ«البوتوكس» وقام بتقديمها د. محمد محسن سليمان، مدرس الأمراض الجلدية بالمعهد القومى لعلوم الليزر جامعة القاهرة؛ وذلك نظرا للأهمية الكبيرة التى يلعبها «البوتوكس» فى علاج الأمراض الجلدية.
يقول لـ«الوطن» د. محمد سليمان: إن «البوتوكس» هو وسيلة علاجية فعالة جدا للتجاعيد ووظيفتها إرجاع عضلات الوجه لانقباضها الطبيعى فيريح الجلد؛ لأنه يمنع انقباض العضلات أكثر من اللازم ويساعد على عودتها لانقباضها الطبيعى ويخفف التجاعيد. ويضيف أن «البوتوكس» هو أكبر إجراء تجميلى يجرى فى العالم؛ فهناك أكثر من 200 مليون حالة فى العشر سنوات الماضية أُجريت فى الولايات المتحدة الأمريكية، أى أن عشر الشعب الأمريكى يجرون «البوتوكس»، أما فى مصر فالعدد أقل؛ لأن الوعى بأهمية «البوتوكس» ليس على المستوى المطلوب.
ويؤكد د. محمد أن هناك استخدامات أخرى لـ«البوتوكس»؛ فهو يُحقن فى الجلد ويمنع العرق فى كل المناطق من اليدين والقدمين وتحت الإبط ويمنع العرق لمدة عام كامل، كما أنه يعالج كل ما يتعلق بانقباض العضلة مثل مرض الشرخ الشرجى الذى يحدث نتيجة انقباض عضلة الشرج، ما يسبب ألماً شديداً للمرضى ويمنع التئام العضلات نتيجة عدم ارتخائها، وفى الماضى كان يتم إعطاء مسكنات للألم، أما الآن فلا داعى للأدوية العلاجية؛ لأن «البوتوكس» يبسط ويرخى العضلات ومن ثم يعالج المرض.
ويوضح د. محمد أن هناك أبحاثا ما زالت فى طور التجربة حول أن الليزر يمنع العرق من خلال الأشعة تحت الحمراء؛ حيث إنها تكون طويلة بطريقة كافية لتخترق كل طبقات الجلد؛ حيث إن علاج العرق بالليزر لا يمنع العرق تماما بل يعدل فقط عمل الغدد العرقية فإن كان إفرازها زائدا على اللزوم سيجعلها تفرز بطريقة طبيعية، لكن إذا كان إفراز الغدة طبيعيا من الصعب جدا لأنه من الصعب أن يمنع الليزر تلك الغدة من إفراز العرق فهو يقلل نسبة العرق فقط ولهذا فحتى الآن فـ«البوتوكس» أفضل.
أما عن الفرق بين «البوتوكس» و«الفيليرز» فتقول لـ«الوطن» أ. د. إيمان شعراوى محمد، أستاذة الأمراض الجلدية بكلية الطب جامعة القاهرة، أن «البوتوكس» يُستخدم فى علاج التجاعيد الانفعالية، أى التى تعتمد على عضلات الوجه وتظهر عندما يقوم الوجه بانفعالات مثل الضحك أو العبس، ودائما ما يستخدم «البوتوكس» فى الجزء الأعلى من الوجه، أى عند العينين، وهو يغذى الجلد ولا يشل العضلات بل يقلل انقباضها، أما «الفيليرز» فهو عبارة عن مادة يتم حقنها كى تملأ فراغا معينا فى الوجه وتعالج التجاعيد والخطوط الناتجة عن كبر السن أو الخطوط الممتدة على جانبى الشفتين أو أسفل العين ويتميز «الفيليرز» بأنه يحقن عن طريق مادة طبيعية آمنة جدا؛ لذلك فنتائجه عالية وآمنة.
أما عن أحدث الطرق العلاجية فتوضح «شعراوى» أنه يتم الآن أخذ دم المريض ليتم وضعه فى أجهزة معينة ويعاد حقنه فى الجلد لتغذية البشرة والتجاعيد، وهناك طريقة أخرى هى استخدام الدهون من الجلد واستخراج الخلايا الجذعية منها ثم يعاد حقنها فى أماكن مختلفة فى الوجه، فضلا عن «الميزوثيرابى» وهو حقن الفيتامينات بدلا من حقنها على سطح الجلد يتم حقنها داخل الجلد نفسه وتتم الاستفادة منها بطريقة أكثر لعلاج التجاعيد.
وبالنسبة لمشكلة تساقط الشعر فيوضح أ. د. محسن سليمان أن للتساقط أسبابا عديدة؛ فمثلا هناك بعض السيدات اللاتى يعانين سقوط الشعر بعد سن اليأس؛ حيث تبدأ الهرمونات الأنثوية فى الانخفاض، وهناك بعض الأمراض المناعية التى تسبب سقوط الشعر مثل مرض الثعلبة ومن أكثر الأسباب شيوعا نقص الحديد والأنيميا الحادة، واضطرابات هرمونات الغدة الدرقية تؤدى أيضاً لسقوط الشعر، بالإضافة إلى أن الحمل والولادة والرضاعة تؤدى إلى سقوط الشعر نتيجة نقص المنجنيز والكالسيوم.
وطبقا لـ«سليمان» فهناك علاجات كثيرة متمثلة فى الأدوية والكريمات، أما عن الجديد فى علاج تساقط الشعر فأحدث الطرق العلاجية هى زراعة الشعر بالبصيلة وهى عن طريق نزع وحدات من أماكن الشعر الحديث وزراعتها فى فروة الرأس فى الأماكن التى تقل فيها كثافة الشعر، وهى عملية سهلة ويتم أخد نسبة ضئيلة من الشعر، ما يقرب من بصيلة واحدة، ثم يتم تنشيط فروة الرأس والبصيلات لتزداد كثافة وتعطى هذه العملية مظهرا جماليا كاملا.
أما عن الأمراض الجلدية الشائعة مثل الصدفية والبهاق، فيوضح أ. د. محسن سليمان أن مرض الصدفية من الأمراض المناعية التى تتسبب فى تكاثر الخلايا، ما يؤدى إلى ظهور قشور جلدية سطحية ومن ثم تتكاثر وتظهر قشور الجلد وأحيانا تصاحبها حكة وعادة ما تصيب الكوعين والركبتين وفروة الرأس وبها الاستعداد الوراثى بنسبة 1% والعلاجات الحديثة تتمثل فى العلاج بمشتقات فيتامين «د» والعلاج بانقسام الخلايا والعلاجات البيولوجية الحديثة التى تعمل على الخلايا الليمفاوية «تى». أما بالنسبة للبهاق فهو أيضاً ناتج عن الاضطراب المناعى وبه استعداد وراثى؛ حيث تتوقف الخلية الملونة عن العمل ويجب إذن ضبط الناحية المناعية الداخلية وهناك علاجات عديدة مثل مشتقات الكورتيزون الموضعية أى الكريمات الموضعية المحتوية على الكورتيزون، أما عن الحديث فى العلاجات فيقول أ. د. محسن سليمان إن ليزر النبض الضوئى يعمل على إصلاح وتقوية مناعة الجلد وأيضا ينشط الخلايا الملونة ويمتاز الليزر بأنه وسيلة علاجية أسرع من غيرها وذات نتائج فعالة جدا.
وفيما يتعلق بالأظافر يقول لـ«الوطن» أ. د. محمد الكومى، أستاذ مساعد الأمراض الجلدية بكلية طب جامعة القاهرة: إن تكسير الأظافر يحدث نتيجة جفاف الأظافر الذى ينتج من وضع اليدين تحت المياه لفترة طويلة وعدم تجفيف اليدين جيدا بعد غسلهما، والاستخدام الزائد للمانيكير، فضلا عن الأنيميا؛ فهى تؤثر أيضاً على الأظافر.
وهناك بعض الوسائل التى قد تساعد على تحسن تكسير الأظافر مثل «النيل كود» و«البيسكود» وهى من المواد التى تمنع المؤثرات الخارجية للأظافر وتحميها، وبعض الأدوية التى تحتوى على الجيلاتين والأدوية التى تحتوى على مادة «السليكون» وهى مكمل غذائى وفيتامين «بى» و«سى»، ويؤكد «الكومى» أن كل هذه الوسائل قد تحمى الأظافر، لكن لا بد من الابتعاد عن وضع اليدين باستمرار فى المياه.
وعن مشاكل الأظافر الأخرى يضيف «الكومى» أن هناك أيضاً فطريات الأظافر، وهى مشكلة كبيرة؛ فهناك 8% فى العالم يصابون بفطريات الأظافر، والجديد فى علاجها هو الليزر؛ حيث إن مشكلة الفطريات تكمن فى أن نسبة شفائها النهائى لا تتعدى 50% أو 60% وذلك عن طريق العلاجات الموضعية والجراحة، لكن لا تُشفى الأظافر تماما من الفطريات؛ لذلك فالأبحاث تجرى حاليا على علاجها النهائى من خلال الليزر، والنتائج حتى الآن مشجعة جدا، فضلا عن أن الليزر ليس له آثار جانبية مثل الأدوية العلاجية.
وينصح «الكومى» بالابتعاد عن المياه وعدم الإفراط فى وضع «المانيكير»، وعند وضعه يجب أن يكون فى اتجاه واحد وليس اتجاهين حتى لا يترك خطوطا فى الأظافر، كما أن قص الأظافر يجب أن يكون متساويا، أى لا يأخذ الشكل الدائرى، ويجب الابتعاد عن «عضعضة» الأظافر؛ لأنها عادة سيئة، كما يجب الابتعاد عن ارتداء الأحذية الضيقة من الأمام لأنها تضر بالأظافر، ويجب ألا تقوم السيدات أثناء «الباديكير» بإزالة الجلد الموجود أسفل الأظافر حتى يعطين مظهر الظافر الطويل وهذا خطأ كبير ويضر بالأظافر بشدة، كما أنه يجب عليهن ألا يفرطن فى طول الأظافر حتى لا تضعف.
أخبار متعلقة :