على الرغم اكتشاف مرض البوال السكرى "السكر" منذ عصر اليونانيين وربما من قبلها، إلا أنه مرض العصر فلا يوجد دولة فى العالم لا يعانى جزء كبير من سكانها من مرض السكر.
حيث يقول الدكتور عبد العظيم رمضان طبيب ممارس عام، ومحاضر تنمية بشرية، وعلاج بالطاقة إن مرض البوال السكرى أو الاسم الأشهر مرض السكر هو مرض العصر ويمكن التعايش معه والسيطرة عليه.
لكن بعد التشخيص السليم لنوعه، فالغالبية العظمى من العامة يعتقدون أن السكر مرض واحد وأن علاجه واحد وهو الأنسولين، وهذا غير صحيح بالمرة
فالأنسولين هو هرمون مسئول عن تنظيم مستوى السكر فى الدم، وينظم ذلك عن طريق إدخال السكر إلى الخلايا حتى تستطيع الانتفاع به، كما أنه مسئول عن تنظيم عملية تخزين السكر فى الكبد حتى يتم الانتفاع به لاحقا كمخزن للسكر فى فترات الصيام الطويلة.
وأضاف رمضان، أن مرض السكر فى حد ذاته عبارة عن نوعين أساسيين، النوع الأول ويأتى فى الأطفال أو ما قبل المراهقة غالباً، والنوع الثانى يأتى للكبار غالباً، وهذه الأنواع تحدد بناءً على الخلل الواقع بالجسم.
ففى النوع الأول يكون هناك تدمير لخلايا البنكرياس التى تنتج الأنسولين، وبالتالى لا يفرز البنكرياس أنسولين من الأساس فيكون علاجه هو حقن الأنسولين.
أما النوع الثانى فيتم إفراز الأنسولين ولكن يكون هناك خطأ إما فى أنه لا يفرز بكمية كافية أو أنه لا يتم الاستجابة له بكمية كافية، وبالتالى يكون العلاج فى تلك الحالة بأقراص مدرات الأنسولين أو التى تساعد الخلايا على الاستجابة لتأثيره.
وعلى الرغم من اختلاف النوعين فى السبب والعلاج إلا أن النوعين لهم نفس الأعراض وتقريباً نفس المضاعفات على المدى الطويل فالسكر هو مرض الثلاثى الشهير من الأسئلة، بتآكل كتير؟ تجوع كتير؟ بتدخل الحمام كتير خاصة فى الليل؟
هذه الأسئلة الثلاثة توضح أيضاً سبب تسمية المرض بالبوال أى كثرة التبول، حيث إن هذا البول الكثير يحتوى على السكر، إلا أن التأكد التام من الإصابة بالسكر هو من خلال إجراء التحليل المعملى الدقيق، لقياس مستوى سكر الدم صائم وفاطر، وبناءً عليه يتم تحديد إستراتيجية العلاج، سواء العلاج بالأنسولين أو العلاج بالأقراص.
وأضاف رمضان، أن قديماً كانت الإستراتيجية السائدة للعلاج هى تقسيم الجرعة إلى الثلث والثلين، لكن الأبحاث الحديثة أوضحت خطة علاجية أفضل وأقرب للطبيعية مثل استخدام جرعة من الأنسولين ممتد المفعول عند النوم واستخدام الجرعة الأساسية من الأنسولين قبل الأكل، بالطبع مع استخدام النظام الغذائى الملائم والمحسوب جيداً
أما بالنسبة للنوع الثانى فكثير من حالاته يحدث تقدماً ملحوظاً مع النظام الغذائى المحكم والرياضة، وهما جزء أصيل من العلاج، وليس رفاهية، فالسمنة قد تسبب النوع الثانى، لذلك علاج السمنة يساهم بقدر كبير فى علاج سكر النوع الثانى، والأهم هو المتابعة الطبية المستمرة.