ألم الاعتلال العصبى هو أحد ثلاثة أنواع من الآلام التى يشعر بها الإنسان، فهو يختلف عن الألم الجسدى كالذى يشعر به الإنسان عندما يتعرض للكدمات والألم الحشوى كالمغص فى طبيعته.
أوضح لنا الدكتور محمد ضرغام ـ مدرس واستشارى التخدير وطب الحالات الحرجة بطب عين شمس، أسباب وطرق علاج آلام الاعتلال العصبى، قائلاً المريض الذى يعانى ألم الاعتلال العصبى يشكو إما من تنميل أو شكشكة أو كهرباء أو سخونة أو غيرها من الشكاوى غير المعتادة التى عادةً ما تصيب المنطقة التى تتغذّى بالعصب المصاب.
وأشار إلى أن اعتلال العصب ينتج عن تعرضه للضغط المباشر مثل حالات الانزلاق الغضروفى أو للالتهابات مثل حالات الالتهاب الفيروسى "هيربس" أو للالتصاقات كما هو الحال عقب بعض العمليات الجراحية، خاصةً عمليات العمود الفقرى أو للإصابات المباشرة، سواء كانت ناتجة عن جرح جراحى أو إصابة قديمة، مشيراً إلى كلَاً من هذه الأسباب تؤدى إلى صدور إشارات عصبية غير طبيعية من العصب المصاب ينتج عنها الشكاوى السابق ذكرها.
وأكد ضرغام أن هذا النوع من الألم لا يستجيب للمسكنات المعتادة، ولهذا يعتمد العلاج الدوائى على العقارات التى تحد من هذه الإشارات العصبية غير الطبيعية، ولكن هناك بعض الحالات التى قد لا تستجيب للعلاج الدوائى أو قد تعانى من الأعراض الجانبية لمثل هذه العقارات، مثل النعاس أو تسارع ضربات القلب، مما يستلزم عمل إجراءات تداخلية محدودة لإيقاف العلاج الدوائى أوعلى الأقل تقليل جرعاته.
و"تابع" هذه الإجراءات تجرى داخل غرفة العمليات بمخدر موضعى وبالاستعانة بالأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية والتنبيه العصبى للوصول للعصب المصاب عن طريق إبر خاصة يمكن الحقن من خلالها عقارات تحد من الالتهابات، وتساعد على فك الالتصاقات من حول العصب المصاب أو عمل التردد حرارى، ولقد استحدثت العديد من الإجراءات التداخلية التى أحدثت طفرة فى مجال تشخيص وعلاج الآلام المزمنة، وهى كثيرة، والتى لا يتسع المجال لذكرها.