يقول الدكتور عمرو صبحى مدرس واستشارى التخدير وعلاج الألم بطب عين شمس، يعتبر علاج الألم تخصصا دقيقا من تخصصات علم التخدير خاصة ما يعرف بالألم المزمن حيث إن هناك نوعين للألم حاد وهو ما يعقب العمليات الجراحية وعلاجه من مهام طبيب التخدير أثناء المرور على المريض بعد العملية، والنوع الآخر هو علاج الألم المزمن وهذا تخصص دقيق يحترفه بعض أطباء التخدير وله دراسات خاصة، وقد تم اعتماد تقييم درجة الشعور بالألم لدى المريض كوظيفة حيوية خامسة يجب تقييمها بدءاً من عام 2005 مثل قياس ضغط الدم والنبض وسرعة التنفس وحرارة الجسم.
أوضح دكتور صبحى، حيث تبدأ منظومة علاج الألم أولاً بتقييمه وقد احتار العلماء فى إيجاد طرق لتقييم درجة الألم فوسيلة التعبير تختلف باختلاف عمر المريض وثقافته فى التعبير، أو حتى باختلاف لغته وقد تم التوصل لعدة طرق منها على سبيل المثال المسطرة الرقمية التى تحمل تدرجا فى الأرقام ويشير المريض إلى درجة الألم فيقول مثلا 7/10 وهكذا وهناك طريقة أخرى وهى التعبير الشكلى للوجهة "عابس- مقتضب- مبهم- فرح- سعيد" والمهم هنا هو متابعة منحنى وسيلة القياس لتقيم درجة الاستجابة للعلاج.
لافتاً إلى تعدد الوسائل للتحكم فى الألم بدء من المسكنات الوريدية والموفينات، وهنا يختص طبيب التخدير بتحديد الجرعات اللازمة و نوعية هذا المسكنات التى تناسب المريض طبقا لتاريخه المرضى ويتحكم أيضا فى مرات تكراره، والحد الأقصى لاستخدام هذا المسكن والتعامل مع أى مضاعفات قد تنشئ عنة مثلا كالميل للقىء والشعور بالغثيان مع الاستخدام المفرط للمورفينات.
وتابع، هناك وسائل أخرى غير تقليدية نود أن نشير إليها مثل تركيب قسطرة الابيديروال وإعطاء المخدر عبر مضخة كهربائية بصفة منتظمة، وهى وسيلة رائعة لعمليات البطن والحوض والساقين ويمكن أن تستمر حتى خروج المريض من المستشفى وكذلك التخدير العصبى الطرفى باستخدام جهاز الموجات الفوق صوتية.
وحديثا هناك منظومة علاج تعرف بالمريض الذى يتحكم فى درجة ألمه ويكون من خلال توصيل جهاز مضخة كهربائية بها المادة المخدرة محسوبة الجرعة، ولدى المريض جهاز تحكم إذا اشتد عليه الألم يستطيع الضغط على الجهاز لإعطاء جرعة من المخدر ولكن كل ذلك منظم الكترونياً بمعرفة طبيب التخدير، بحساب الحد الأقصى للجرعة المسموحة وعدد المرات المسموح فيها الضغط والفترة الزمنية اللازمة لعمل المخدر حتى يتجنب أى جرعات زائدة لها آثار جانبية.
وأشار صبحى إلى أن الألم هو القاسم المشترك لمعظم الأمراض التى يشكو منها المرضى مهما تعددت أسبابه فالآن بدأت الكثير من المستشفيات تفعيل منظومة علاج الألم بدقة وبدأ يتناول كود "مستشفى بلا ألم" يتداول عالميا.