قال الدكتور جمال شفيق أحمد ـ أستاذ العلاج النفسى بطب عين شمس، عايش أطفالنا فى جميع محافظات مصر منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، ظروفا وأحداثا غريبة وخطيرة، تقارب تمام ما يحدث أثناء الحروب مثل اندلاع المظاهرات ونزول الدبابات والعربات المصفحة فى الشوارع والميادين وحظر التجوال وإطلاق الرصاص الحى والغازات المسيلة للدموع وإحراق المبانى الحكومية وأقسام الشرطة والسجون وهروب آلاف المساجين وتهريب الأسلحة من أقسام الشرطة والسجون، وقتل الثوار وجرح الآلاف من المتظاهرين، وتكوين اللجان الشعبية لحماية الشوارع والمنازل والانفلات الأمنى وكثرة حوادث السطو والاغتصاب والقتل وما إلى ذلك، وحتى من لم يخبر من الأطفال مثل هذه الأحداث الصادمة بصورة مباشرة فإنه قد تابعها بصفة مستمرة وتفاعل معها وتأثر بها لحظة بلحظة من خلال مشاهدة مختلف القنوات الفضائية، وكأنه يعيش فعلا داخل الحدث، يضاف إلى ذلك مدى حالة الخوف والرعب والفزع التى تنتاب الأهالى من جراء هذه الأمور ومناقشتها وتأويلها باستمرار، وانعكاس ذلك بصورة سيئة على نفوس أطفالهم.
ويشير الدكتور جمال إلى إن فئة الأطفال تمثل بصفة عامة أكثر الفئات العمرية تعرضا للخسائر النفسية، بسبب أنه ليست لديهم القدرات المعرفية الكافية لكى يستوعبوا تلك الخبرات الصادمة، وأيضا ليست لديهم القدرة على التعبير اللفظى عن معاناتهم المختلفة.
وتابع فى واقع الأمر فأن الأطفال حينما يتعرضون لمثل حالة الضغوط النفسية، فأنه ينشأ لديهم ما يطلق علية بالصدمة النفسية، والصدمة النفسية هذه لها نقطة بداية واضحة مرتبطة بالحدث الذى ولدها وتأثروا به، فيعيشون الحدث كحالة خطر، ومع ازدياد شدة الضغط وأيضا الكيفية التى عايش بها الطفل خطورة الكارثة، ويظهر نوع من الاضطراب النفسى وهو ما يطلق عليه الاضطرابات النفسية ما بعد الصدمة.
- اضطراب الشدة عقب الصدمة
> - اضطراب الضغط النفسى ما بعد الصدمة
> - اضطراب الكرب النفسى ما بعد الصدمة
ويبدأ اضطراب الضغط النفسى عقب الصدمة من الخوف الشديد ليصل إلى حاله الرعب والذهول، والتحول إلى تكوين الأعراض النفسية والجسدية رغم مضى شهر عليها، وتمتد إلى سنة أو عدة سنوات مما يجعلنا نصنف تلك الحالات ضمن اضطراب الشدة عقب الصدمة أو اضطراب الضغط النفسى عقب الصدمة.
أخبار متعلقة :