بفضل التقدم المذهل الذى تشهده أبحاث الخلايا الجذعية لعلاج الاضطرابات الحركية الناجمة عن فقدان خلايا المخ لمادة "الدوبامين" المهمة، بات فريق من العلماء البريطانيين على مقربة خطوة واحدة من التوصل لعلاج فعال لمرض الشلل الرعاش.
فقد كشف فريق من العلماء بجامعة "بدفورد شاير" البريطانية عن قدرتهم تحديد العناصر المختلفة داخل خلايا المخ المساهمة والمسئولة عن الإصابة بمرض الشلل الرعاش.
وأوضح الدكتور بشرى أحمد رئيس المجموعة البحثية المعنية بأبحاث مرض الشلل الرعاش أن المرضى الذين يتعرضون لهذا الخلل الحركى يعانون من موت خلايا المخ أو الخلايا العصبية، خاصة الخلايا العصبية المتواجدة فى منطقة مراقبة الحركة فى المخ، فى الوقت الذى لا يمكن فيه إزالة سمية المواد الضارة الناجمة عن التفاعلات الأيضية المساهمة فى فرص الإصابة بالمرض.
ويهدف العلماء من خلال أبحاثهم اتخاذ قفزة عملاقة فى حماية الخلايا من الموت وهو ما يسهم بشكل فعال فى اكتشاف علاج فى نهاية المطاف، حيث أظهرت دراسة أجراها الدكتور "أحمد" وفريقه العلمى أن النيرونات والخلايا العصبية لمرضى الشلل الرعاش تتحمل ما يفوق طاقتها من الشوارد الضارة والثانوية السامة يوميا وهى العملية التى تعرف باسم "عملية الأكسدة".
وشدد العلماء على أن "عملية الأكسدة" تعد المتهم الأول المتسبب فى الإصابة بمرض الشلل الرعاش والذى يدفعه بدوره إلى موت خلايا المخ وهو ما يؤدى إلى اضطراب الرسائل المرسلة من الخلايا العصبية بالمخ الخاصة بتنظيم الحركة والاتزان لدى الإنسان.
كما استطاع العلماء بواسطة تكنولوجيا الخلايا الجذعية الرائدة تحديد "الاتصالات الضارة" بعد نجاحهم فى إنشاء عدد من النيرونات والخلايا العصبية التى تجعل "الدوبامين" المعروف بالموصل الكيميائى أو هرمون السعادة.
وقال الدكتور "بشرى أحمد "رئيس قسم علوم الحياة بجامعة (بدفورد شاير) البريطانية أن "هدفى تحديد العناصر المحددة داخل الخلية المسئولة عن موتها إلا أن ما وجدناه حتى الآن فاق التوقعات من دقة تحديد العوامل الرئيسية المسببة لمرض الشلل الرعاش".
وقد أكد عدد كبير من علماء أمراض المخ والأعصاب أن البحث بلا شك يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام فى السباق المحموم من أجل إيجاد شفاء كامل لهذا المرض المعيق فى الوقت الذى يمكن فيه البدء فى وضع إستراتيجيات علاجية لخلايا المتضررة والتالفة ومن حدوث المزيد من الأضرار المساهمة فى الإصابة بالمرض أو زيادة حدته.
ويأمل الدكتور "أحمد " وفريق البحث المعاون له الانتقال إلى المرحلة البحثية الثانية وكشف المزيد من الأساليب الوقائية العلاجية للحيلولة دون حدوث عملية "الأكسدة" الضارة وهو من شأنه القدرة على من التدهور الذى يطرأ على الخلايا العصبية فى مخ مرضى الشلل الرعاش ومظاهر أعراض المرض.