يقول الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد رئيس قسم النفس بجامعة عين الإسكندرية، إن كثيراً من الاعتبارات العلاجية التى يجب أن تؤخذ فى الحسبان فى علاج قلق الأطفال سواء أكان ذلك فى برامج من خلال مؤسسات علاجية أو حتى علاجات فردية فى عيادات إكلينيكية خاصة نذكر منها بعضها على النحو التالى الموجز.
- فحص مثيرات القلق
لا يوجد قلق ظاهر دون مثيرات، ولا يوجد علاج قلق دون فحص تلك المثيرات وتحديدها، وترتيبها هرمياً من حيث قوة تأثيرها، وتتعدد تلك المثيرات فى كونها داخلية، أو خارجية، قوية أو ضعيفة، ومدى تكرارها، ومدى مباشرتها، ووجهتها، وطبيعتها، ومداها، وسعتها، وطولها، وما تحمله من قوة تنبيه، وكثافتها، وأبعادها، ولقد أوضح جازكيل فى دراسته مع آخرين أهمية فحص تلك المثيرات.
- فحص المقلقات
وكما فحصنا المثيرات يتعين علينا فحص حجم المقلقات، ومناطقها، ومجالاتها، وشدتها، وإدراكات أحداثها.
- الفروق الثقافية فى القلق
- توجد اعتبارات علاجية دون إشارة واضحة إلى مراعاة الفروق الثقافية وتأثيراتها ويبدو أنها قاعدة لابد من الالتفات بها والعمل عليها، والسبب الأساسى فى ذلك أن الفرد ما هو الإنتاج ثقافى.
فالفرد الذى تريد أن تدرسه يعد نتاجاً ثقافياً، والقلق الذى تريد أن تفحصه يعد نتاجاً ثقافياً.. أذن لا غنى عن ضرورة فحص الفروق الثقافية، والتأثيرات الثقافية على حد سواء. وهذا ما أوضحته دراسات عديدة منها دراسة لاست، وبيرين.
- أهمية التشخيص الدقيق والفارق
لا يوجد علاج فعال دون تشخيص دقيق وفارق ومميز بين أنماط القلق المختلفة لأنه كما تبين لنا من عرضنا السابق فى مستهل هذا الكتيب أن أنماط القلق عديدة ومتنوعة وأن أعراضه متشابهة ومتشابكة.. ولن ندرك ما بينها من فوارق إلا بتدقيق وفحص وتمييز بشكل لائق ومناسب وصحيح وسليم، وهذا ما أكدت عليه دراسة سكينرينج مع آخرين وهذا يتطلب تعدد مصادر معلومات التشخيص التى كلما كانت كافية ومحيطة ووافية كلما أدت بنا إلى تشخيص دقيق وهذا أيضاً ما أوصت به دراسة فيندريك مع آخرين (1991).
- أهمية الجلسات التجريبية فى العلاج
حيث من الممكن الاستعانة بما يسمى الجلسة التجريبية للعلاج لاختبار مدى استجابة أو استعداد الطفل للعلاج وللانصياع لمتطلبات ذاك العلاج.
- أهمية التدخلات الأسرية
لا يعتقد المعالج أن علاج قلق الطفل هو مجرد التدخل العلاجى مع الطفل نفسه، وينتهى الأمر على ذلك، بل الأحرى أن يمزج ذلك بتدخلات مع الوالدين أيضاً أو حتى مع الأسرة كلها، لأن الطفل لم يصاب بالقلق فى معزل عن أسرته، وكذلك لن يشفى منه بمعزل أيضاً عن أسرته، وثمة دراسات عديدة أكدت تلك الحقيقة العلاجية منها دراسة بيرنشتين مع شو وذلك لأن تواجد الآباء والأمهات فى المواقف العلاجية يفيد أما فى التدخل العلاجى لهم لتحسين التوظيف الوالدى والأسرى، وأما لتدعيم الطفل كما يحدث فى مواقف العمليات الجراحية والتخدير للطفل وهكذا.
- أهمية فحص تقديرات الوالدين والمعلمين لقلق الأطفال
قد لا يكتفى المعالج المدقق بالتقديرات الذاتية التى يقرها الطفل عن نفسه فيما يتعلق بالقلق، ولكنه يمازج بينها وبين تقديرات الوالدين لقلق الطفل، وكذلك تقديرات المعلمين لهذا الغرض أيضاً، وبذلك يتكون لديه بروفيلاَ كاملاً شاملاً متكاملاً عن تقديرات قلق الطفل الذى يبغى علاجه. وهذا ما أشارت إلى أهميته دراسة إيبكنز بل يرى إنجيل فى دراسته مع آخرين (1994) ضرورة فحص مدى اتفاق حتى الأم والأب على قلق طفلهما.. وليس مجرد أن يدلى كل منهما بتقديراته وكفى.. ولكن فحص مدى الارتباط بين تقديراتهما وبالقطع فحص مدى ارتباط تقديرات الأم والأب والمعلمين كذلك أى على المعالج أن يصنع مصفوفة ارتباطية تتكون خلاياها من معاملات ارتباط خاصة بالطفل نفسه، ووالده، ووالدته، ومعلميه، وإذا أراد أن يزيد عليها تقديرات الأقران لقلق هذا الطفل فضلاً عن تقديراته هو نفسه بوصفه معالجاً.
- فورمات برامج العلاج
أكدت لنا مخرجات عديد من الدراسات أن العلاجات الجماعية للأطفال تفوق فى عائدها العلاجات الفردية، وأكدت لنا دراسات أخرى أن البرامج قصيرة الأجل أفضل من طويلة الأجل خاصة مع الأطفال، وأن الجلسات القصيرة أفضل من الجلسات الطويلة بحيث لا تزيد الجلسة عن (45) دقيقة خاصة مع الأطفال، وأنه من المتعين احتواء الجلسات على متغيرات لعب، وترفيه تجنباً لملل الطفل أو مقاومته الإضافية.