الأعياد تبعث السعادة فى وجدان كل أفراد الأسرة وينفعلون بها بغض النظر عن الحالة المادية والقدرة على إنجاز متطلبات الأسرة.
يقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بطب المنصورة فى العيد تحاول الأسر على التئام الشمل كونها إجازة إجبارية موحدة لكل أفراد الأسرة، قد لا تسنح فرصة أخرى نتيجة لضغوط الحياة وظروف العمل المختلفة أن يتقابل كافة أفراد الأسرة.
وأحيانا لظروف العمل فنجد أن الأسرة الواحدة بها عدة أفراد كل يعمل فى مدينة مختلفة تبعد بينهم العديد من الكيلومترات مما يجعل اللقاء بين الأولاد والأحفاد صعب إلا فى الأعياد التى تعمل على تقوية صلة الرحم والتعارف بين الأقارب البعيدة من أفراد الأسرة، كما أن الأعياد أصبحت مناسبة لإقامة الأفراح.
والعيد فرصة سانحة لغسل كل الأحقاد وهو دعوة للتسامح. ويجب على كل فرد أن يحرص فيه على مصالحة كل من نختلف معهم فى السنة السابقة وأن يكون العيد فرصة للتسامح ولتطهير وغسل القلوب من الأحقاد. والتسامح هو الأساس لعيش حياة سعيدة، فعندما نسامح أنفسنا ونسامح غيرنا نشعر براحة نفسية عالية، والشخص غير المتسامح يعيش فى حالة نفسية سيئة.
العيد بما فيه من أنشطة كلها تعمل على علاج الاكتئاب وضغوط الحياة. ففى الأعياد نتقابل مع بعض ونتحاور وتزداد العلاقات الاجتماعية والدعم الاجتماعى مما يعمل كخط دفاع أول ضد الاكتئاب. وفيه أيضا فرصة للراحة من ضغوط العمل المستمرة طول العام من خلال الاسترخاء والراحة وتجديد الحيوية والنشاط حتى نستطيع إن نواصل العمل بنشاط وإبداع من جديد بعد انتهاء أجازة العيد. كما أن العيد وما يصاحبه من رحالات وسفر إلى أماكن جديدة هى دعوة للتأمل والخروج من الروتين والعيد فرصة للخروج من الشكل الرسمى الذى يضع فيها الشخص نفسه لظروف عملة إلى إن يعيش طبيعة نفسه الحقيقية دون روتوش أوتمثيل.
وأخيرا العيد وما فيه من مباهج وسعادة وأفراح وكلها مشاعر تدفع بالحزن لأن من المعروف أن المشاعر والوجدان معدى أى أن وجودك مع أفراد يشعرون بالسعادة يجعلك تشعر بالسعادة والعكس صحيح.
إلا أن هناك بعض المواقف السلبية التى غالبا ما تحدث فى الأعياد ويجب التنبه لها من أفراد العائلة فمثلا قد تشكل الأعياد بالنسبة للعزاب والعاطلين عن العمل والمطلقين والأرامل مشكلة فقد يحدث تفاعل غير مريح فيها ما يشبه بالتحقيق ويتم سؤالهم "لماذا لم تتزوج؟" "لماذا لا تعمل؟" وهكذا، مما قد يؤثر على الأشخاص وعلى رغبتهم بعدم حضور مثل هذه المناسبات. وأيضا قد يكون الأعياد فرصة لتذكر ذكريات قديمة مرتبطة بشخص كان معنا فى العيد الماضى ولا يتواجد بيننا الآن للوفاة مثلا وهنا يكون العيد مناسبة لتذكر الحزن وهنا يجب على الأهل اخذ يد الشخص المكتئب ومساعدته للخروج من الجو الحزين وتعويضه ما فقده.