أرسل قارئ يسأل، أريد مساعدة طبيب نفسى لأننى أشعر دوما أننى شخص قمئ وكريه لا أستحق العيش بل أتمنى الموت دوما، لأننى قمت بالعديد من الأخطاء، وهو ما جعلنى فقدت الأمل تماما فى تغيير شخصيتى والتوقف عن أخطائى فأكررها ولا أستطيع مع نفسى؟ فماذا أفعل؟.
قال الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، ناصحا بأن على الإنسان أن يقف وقفة مع ذاته، خاصة إذا كان وصل إلى الحد الذى يحتقر ويدنو بنفسه وبشخصيته وبرؤيته لذاته، وقد تصل إلى حد كرهه لذاته، ويتمنى ألا يستمر فى الحياة بسبب هذا الكائن بداخله الذى يشعر بعدم الرضا عنه.
وأوضح أن الإنسان هنا ينفصل عن ذاته ويشعر أنه شخصان فى ذات واحدة إحداهما تناقض الأخرى وتجلدها على أخطائها، وتتهما بكثير من التهم التى تجعل الإنسان ينظر لنفسه فى النهاية بشكل أدنى من المفروض، وبشكل أقل من الطبيعى، وتجعله يحقر وبالتدريج يقلل من نفسه شيئا فشيئا.
وأكد أن هذه المشكلة تعود بقمة السلبية على هذه الشخصية فقد يتطور الأمر من مجرد إحساس بالتأنيب وعقدة الخطأ، وتصل إلى حد كره الذات وهى مشكلة لا يحمد عقباها لأنها قد تصل بالإنسان إلى حد الجنون وفقدان العقل من شدة جلده لذاته، وإشعارها بأنها لا تستحق الحياة أكثر من هذا، وأن الموت هو الذى سيوقف كل هذه الأخطاء، لأن هذا الشخص ينظر لذاته بشكل يجعله أحقر من أن يسيطر على نفسه ولديه قناعة كاملة أنه أدنى من أن يقوم بالتوبة عن الأخطاء ومنع نفسه من تكرارها، وتكون النتيجة الزيادة فى فعلها وتكرارها ليس حبا فيها، ولكن جلدا أقوى للذات.
ونصح دكتور محمود بأن هذه الحالات يجب عرضها على طبيب مختص لحالتها، ويتابع معها العلاج السلوكى والنفسى لكى يتخلص من هذه العقد والإحساس بالذنوب المتراكمة حتى لا يؤذى الشخص نفسه ومن يحيطون به ولا يجب أن يفقد الإنسان الأمل فى التغيير، فالتوقف عن الخطأ سهل ما أراد.