تمكن فريق من الباحثين بجامعة برلين الحرة، بالاشتراك مع باحثى معهد "ماكس بلانك"، من تطوير اختبار تشخيصى جديد لمرض الطاعون، أو ما يعرف بالموت الأسود، وهو أحد أخطر الأمراض القاتلة التى تسببت فى قتل ما يزيد عن 200 مليون شخص على مر العصور.
وأكد الباحثون أن الاختبار يعد إنجازاً طبياً كبيراً، خاصة أنه يتميز ببساطته الشديدة وثمنه الزهيد وسهولة إجرائه ودقته العالية، وتوصل الباحثون إليه من خلال تجارب معملية وحيوانية طويلة أجريت على الفئران، مكنتهم فى نهاية المطاف من تطوير وسيلة تشخيصية جديدة للتعرف على بكتيريا " Yersinia pestis" المسببة لمرض الطاعون.
وتمكن الباحثون من التعرف على أحد السكريات قليلة التعدد "oligosaccharide" الموجودة على سطح بكتيريا "Yersinia pestis"، المسببة لمرض الطاعون، ثم قاموا بتصنيعها معمليا مع إضافة أحد البروتينات لها لزيادة احتمالات التعرف عليها مناعياً، وبعد ذلك قاموا بحقنها إلى فئران المعمل لتتكون الأجسام المضادة، والتى يُمكن استخدامها وإضافتها إلى عينة الدم الخاصة بالشخص المشتبه فى إصابته بالمرض أو المرضى الذى يقومون بمتابعة مرضهم، وذلك للتعرف على مدى إصابة الأشخاص بمرض الموت الأسود من عدمه.
وتمتلك الأجسام المضادة دقة عالية وانتقائية رائعة، حيث لا تخطئ إطلاقاً البكتيريا المسببة لمرض الطاعون وهو ما يضمن ارتفاع احتمالات التعرف على المرض وتقليل احتمالات الخطأ.
وتأتى الأهمية الكبيرة لهذا النوع من الاختبار بسبب الطبيعة السريعة لمرض الطاعون، والذى قد يتسبب فى وفاة الشخص المصاب به فى فترة قصيرة للغاية حسب طبيعة المرض، ومن هنا كانت الحاجة لتطوير اختبار سريع وغير مكلف لكشف المرض فى مراحله الأولية، ويمكن استخدامه بسهولة لفحص الآلاف من عينات الدم حال تفشى المرض فى بلدة ما.
فيما تُعد الاختبارات التقليدية المستخدمة للكشف عن الطاعون بأنها غير ملائمة، حيث تعتمد على الكشف الجينى عن الحمض النووى للبكتيريا المسببة للموت الأسود، وهى اختبارات معقدة وباهظة الثمن وتأخذ وقتاً طويلاً، وهو ما يرفع فرص تفشى المرض وانتشاره نتيجة لعدم القدرة على تشخيص المصابين به ومتابعتهم بشكل سريع.
جاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Angewandte Chemie International Edition"، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى الرابع والعشرين من شهر يوليو الحالى.
وصدقت هيئة يوم السبت على علاج جديد لمرض الطاعون، وذلك باستخدام ويعد عقار "Levaquin"، هو أحدث العلاجات المستخدمة لعلاج مرض الطاعون والحد من أعراضه وهو تم التصديق عليه مؤخراً بواسطة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA"، وهو أحد المضادات الحيوية الشائعة، التى تنتمى لمجموعة "الفلوروكينولونات"، ويستخدم حالياً كمضاد للبكتيريا لعلاج العديد من الأمراض.
ويحتوى عقار " Levaqui" على المادة الفعالة "ليفوفلوكسافين" "levofloxacin"، والتى تنتمى لمجموعة "الفلوركينولون"، وتستخدم مرة واحدة يومياً، وأكدت الهيئة أنه يمتلك فاعلية كبيرة فى علاج هذا المرض الخطير، ولفتت الإدارة الأمريكية أنه على الرغم من ندرة هذا المرض إلا أنه يصيب العديد الأشخاص بالأماكن الحيوية والهامة فى العالم، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتكون المرض من 3 مراحل أساسية: المرحلة الأولى تتضمن إصابة العقد الليمفاوية للإنسان، والمرحلة الثانية يصل فيها الميكروب إلى الرئة ويصبح قادراً على الانتقال من شخص لآخر، والمرحلة الثالثة والأخيرة يتسمم الدم بالطاعون وتنتهى بالموت غالباً.