أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن الحياة فى نوع من المبالغة فى كل ما هو مبهج وفيه إسراف شديد يهدد العقل والنفس، ويجب أن يحذر لإنسان من هذا السحر الضار، فى حين أن الجنوح إلى البساطة ودون أن يغالى الإنسان فى أى شئ يجعله سليم نفسيا وينئى به عن الاضطرابات العصبية والنفسية.
الاضطرابات النفسية والعصبية تزيد وتنشأ من هذا الأسلوب فى الحياة الخاطئ الذى ينتهجه الكثيرين بالمغالاة فى كل شىء حتى فى العواطف والمشاعر، فالزيادة والإفراط فى التعقيد يجعل الأمر أكثر تشابكا بالتالى تتشابك النفسية والعقلية، مما يؤدى إلى اضطرابات حقيقة يغرق بداخلها الإنسان ولا يستطيع التخلص منها أبدا.
والعقد والاضطرابات هى النتيجة الحتمية لاتخاذ الإفراط فى الترف والتعقيد أسلوبا للحياة، فهذا الأسلوب يعود بالسوء على الإنسان ويجعله عرضة لتكدس العقد النفسية والعصبية فى داخله لتتراكم وتتزايد تعقيداتها العقلية والروحية والنفسية التى تجعل التخلص من هذه العقد مشكلة لا يمكن حلها بسهولة إلا بعد الخضوع لتعديلات نفسية معينة وتربوية تجعله أكثر راحة مع النفس والاتزان والتصالح مع الداخل، دون أى تناقضات أوتعقيدات تخالف روحه.