دقت دراسة نفسية ناقوس الخطر من وقوع العديد من الأطفال والمراهقين البريطانيين فريسة للتعاسة على نحو متزايد مع تنامى شعورهم بالخوف من الإخفاق فى المدرسة أو فيما يتعلق بمظهرهم و حجم الحرية التى ينعمون بها، حيث وجدت الدراسة التى نشرتها "جمعية الأطفال" فى عددها الأخير، فى أعقاب مجموعة من مقابلات أجريت مع أكثر من 42 طفلاً ومراهقاً تراوحت أعمارهم ما بين ثمانية إلى سبعة عشرة عاماً أنه بعد فترة طويلة من تنامى مشاعر السعادة بين الأطفال حتى عام 2008 إلا أنها سرعان ما عادت فى التراجع والانخفاض.
وحذر خبراء التربية والصحة النفسية البريطانيين من أن زيادة الرفاهية التى يعيش فيها الكثير من الأطفال قد تؤثر سلباً فى أغلب الأحيان على صحتهم العقلية والنفسية لتتنامى معدلات القلق فى سن المراهقة وتولد ثقافة سوء الفهم والجهل بينهم.
وشددت "إيما جين" مؤسسة جمعية "عقول كاملة" الخيرية للصحة النفسية للأطفال والشباب على أنه لم يعد هناك مجال للسكوت على الأضرار النفسية التى يعانيها الأطفال والمراهقين البريطانيين بسبب ما يواجهوه من مشكلات خطيرة وتنامى معدلات التعاسة التى تدفعهم بدورها إلى إيذاء النفس و الميل إلى الأفكار الانتحارية مطالبة بضرورة دعم الشباب ولينعموا بحياة صحية سعيدة كى لا يصبحوا وصمة عار فى جبيننا ودليل على تقصيرنا فى حقهم.
كما توصلت الدراسة أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم مابين 14 و 15 عاما كانوا الأقل رضاء عن حياتهم فى الوقت الذى شعر فيه 15% بنسبة ضئيلة من الرضاء عن حياتهم بالمقارنة بنحو 4% بين الأطفال فى سن الثامنة.
وحذرت الدراسة من انه على الرغم من عدم استيفاء عدد كبير من الأطفال والشباب لمعايير تصنيف الأزمات النفسية والعقلية إلا أنه مع ذلك كانوا "غير راضين إلى حد كبير "عن حياتهم ليصبحوا الأكثر عرضة للمعاناة من تدنى التقديرات الأكاديمية التى يحصلون عليها، بالإضافة إلى مشكلات ومشاحنات مع أسرهم ليشعروا كما لو كانوا يملكون ما لا أقل من أصدقائهم.