تسأل قارئة: ابنى فى التاسعة من العمر يعانى من الصراخ الدائم فور سماعه لأصوات أعيرة نارية، كما أنه يشعر بالاختناق فور سماع صوت طلقات النار، وقد حدث ذلك فى الفترة الأخيرة بعد رؤيتنا لأحد الجثث فى الشوارع عقب الأحداث الجارية.
يجيب على هذا التساؤل دكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى قائلا: "لا شك أن الأحداث التى نمر بها تؤثر على حياتنا تأثيرًا كبيرًا، وخاصة الأطفال التى تؤثر بهم مناظر الدماء التى يرونها فى النشرات الإخبارية، وقد ثبت أن الأحداث التى تحتوى على مشاهد عنف لها تأثير على الأطفال من زاويتين، إما أن تخلق منهم طاقة تولد العنف، ونرى ذلك فى سلوكهم وتحركاتهم، أو تولد لديهم خوف من المستقبل، ونفور من المجتمع يظهر ذلك فى شكل خوف دائم من الحياة ومن المجتمع، وهذا ما يعانى منه ابنك، فنتيجة خوفه مما يراه ويحدث فى تلك الآونة أصبح شديد الصراخ، وهذا نابع من خوفه من المحيط حوله، لذا تمثلى له أنت منبع الأمان الوحيد، وكل ما عداكى خطرًا من وجهة نظره، ومن الممكن أن يكون الأمر زاد بسبب رؤيته لتلك الجثة.
لذا حاولى أن تعيدى ثقته بالمجتمع بدمجه مع الأطفال فى نفس عمره، حتى لا يصاب بالاكتئاب، ولا مانع من محاولة دفعه للعب، وقص حكايات له تعيد له الأمان، مع جعله يرى بعينه مواقف حياتية تعيد ثقته بالمجتمع حوله.