شبكة عيون الإخبارية

المحتويات: مراجع جهادية.. كروت شخصية لمحامين ونشطاء.. أختام نقابة المهندسين.. مواد كيميائية.. وتذكرة طيران"ذهاب وعودة" إلي تركيا

كتب : هيثم الشيخ: تصوير : أحمد ناجي منذ 4 دقائق

ربما كانت مغامرة أن تحاول «الوطن» الدخول إلى عقر دار الخلية الجهادية التى داهمتها العشرات من قوات الأمن فى عملية لم تعلن وزارة الداخلية عن نتائجها حتى الآن؛ لأنها لم تحقق النتائج المرجوة، أو ربما حفاظاً على سريتها، لكن واجبنا المهنى حتّم علينا أن ننقل للقارئ جميع المشاهدات التى رصدناها داخل تلك الشقة، التى عاش سكانها وسط أحد الأحياء الشعبية بالإسكندرية.

سطح العقار يسمح للقناصة بإطلاق الرصاص على بوابة المجلس المحلى.. والسكان يشعرون بالهلع

«المكان»: العقار رقم 30 بشارع ابن نابتة - كوم الدكة، «الزمان»: عقب يوم من عملية مداهمة قوات الأمن لشقة بالطابق السادس بالعقار، بحثاً عن خليه جهادية، هو حديث البناء، ومغلق بإحكام من الخارج بالجنازير الحديدية، ويقف خلف بابه خفير لا يسمح لأحد بالدخول إلا بعد أن يستعلم لمن يريد الدخول.

تمكنّا من المرور إلى داخل المنزل، والصعود للطابق السادس الذى كان يتخذه عدد من الجهاديين، بينهم المضبوطون فى كمين «الداون تاون»، مقراً لهم، وبالاستعانة بأحد المصادر استطعنا المرور للداخل.

الشقة تبلغ مساحتها نحو 100 متر، ومكونة من 3 غرف، ما زالت تحت التشطيب، لكن ذلك لم يمنع سكانها المطارَدين من الأمن فى العيش فيها؛ إذ إنهم كانوا يفترشون الأرض وينامون على 5 مراتب موزعة على الغرف المختلفة.

مدخل الشقة يطل على الصالة الرئيسية التى توجد فى آخرها شرفة تشاهد من خلالها المجلس الشعبى المحلى لمحافظة الإسكندرية ودار الأحداث ودار المركبات التابعة لوزارة الداخلية.

الصالة بها طاقم صالون ممزق من قبل رجال الأمن الذين فتشوه، فضلا عن مائدة صغيرة عليها عدد من كتب ألّفها متشددون، مثل كتب «بلال فضل مؤذن الشيطان» و«التزييف والتزوير» و«تحفة الإخوان»، فضلاً عن مرجع بعنوان «التبرئة» للشيخ أيمن الظواهرى، وعدد من بيانات الدعوة السلفية بالإسكندرية.

كما عثرت «الوطن» على عدد من الكروت الشخصية للعديد من المحامين والنشطاء و«سى دى» عليه صور ضوئية لأختام نقابة المهندسين بالإسكندرية، على بياض.

الغرفة الأولى بها 3 مراتب، كان يستخدمها سكان الشقة فى النوم، وما زالت ملابسهم عليها، وتبدو عليها آثار التفتيش، وهو نفس الأمر الذى حدث فى الغرفة الثانية، لكن عثر فيها على كمية كبيرة من عقود التمليك، باسم أحد الأشخاص يدعى «أ. س»، فضلاً عن فيش جنائى باسمه، مدون خلفه عبارة «أقر بأننى أُبلغت بحلاقة الذقن والشعر ورفضت حلاقة الذقن».

وبعد فرز تلك العقود عُثر على عقد باسم أحد الجهاديين المضبوطين فى كمين «الداون تاون» للشقة.

«بلال فضل مؤذن الشيطان» و«تحفة الإخوان» أبرز كتب أصحاب الشقة

أما الغرفة الثالثة والأخيرة فهى تطل على شرفة جانبية، وهى أكثر الغرف التى تتضح عليها آثار التفتيش من قبل قوات الأمن، وقد عثرنا بها على العديد من المراجع الجهادية، التى يستند إليها جميع المنتمين إلى التيار الجهادى لتبرير أعمالهم.

كانت أبرز المفاجآت التى وجدناها داخل تلك الغرفة، وربما لم يلاحظها رجال الأمن خلال تفتيشها، وجود ملف كامل يحتوى على جميع المصادر الجهادية الخاصة، التى تبرر قتل السياح ورجال الشرطة والجيش واستخدام العنف، بدعوى حماية الدين، فضلاً عن العثور على كمية كبيرة من العملات المعدنية القديمة وزجاجات لمواد كيميائية، والعديد من دفاتر الحسابات الشخصية التى تحتوى على أرقام مسلسلة.

وتبين من خلال تفحص ما يسمى «الموسوعة الأمنية»، التى عثر عليها داخل الشقة، أن أهم النصائح التى يقدمها خبراء الأمن فى الفكر الجهادى لإخوانهم هى ألا يحتفظ بأى أرقام هواتف تخصهم بشكل ظاهر ومباشر، بل وضعها فى صورة قائمة حسابات شخصية، وذلك حتى لا يكتشفها أحد.

كما عثرت «الوطن» على ورقة دُوّن عليها موعدا رحلتى ذهاب وعودة من مطار القاهرة يوم الجمعة 15 مارس الماضى، إلى مطار أتاتورك بإسطنبول.

بسؤال أحد سكان العقار، أكد أن سكان الشقة كانوا دائمى الصعود إلى السطح وبحيازتهم أسلحة نارية.

يُذكر أن «الوطن» نشرت تصريحات لأحد المصادر الأمنية أكد فيها أن «الجهاديين كان من المقرر أن يستغلوا العقار الذى يستقرون فيه فى منطقة كوم الدكة فى قنص أحد رجال الشرطة وعدد من المتظاهرين يوم 30 بهدف الوقيعة بينهم».

يأتى ذلك فى الوقت الذى ما زالت لم تعلن فيه وزارة الداخلية بشكل رسمى عن تفاصيل عملية مداهمة الشقة، وما أسفرت عنه، لكن مصادر أمنية أكدت لـ«الوطن» ارتباط عملية المداهمة بأقوال الجهاديين الأربعة الذين تم ضبطهم فى كمين «الداون تاون».

DMC