رغم النداءات المتتالية والاستغاثات الإنسانية المتكررة لرفع كفاءة مستشفى إدفو العام التى تخدم قطاعًا سكانيًا كبيرًا من أهالى محافظة أسوان، إلا أن كفاءة المستشفى لا تزال محلك سر والخدمات الجماهيرية بها سيئة، حيث ابتلعت المستشفى كل الدعم المالى الذى خصصته لها الحكومات المتعاقبة دون مردود جماهيرى واضح هذا ملخص ما أكده لـ"اليوم السابع" مرضى وأهالى المرضى من المترددين على مستشفى إدفو العام.
فى البداية يقول (جابر أحمد) من مدينة السباعية غرب بإدفو بأنه عاش أيام صعبة جدا داخل مستشفى إدفو نهاية شهر مايو الماضى، وأن الإهمال الطبى بالمستشفى اغتال حياة والده - حد قوله - مؤكدا أن والده كان فى حاجة ماسة لإجراء جراحة عاجلة لبتر ساقه حيث كان مريضا بالسكر، وحدثت غرغرينا لساقه حيث تسبب تقاعس الأطباء فى عدم إجراء عملية جراحية لوالده فى موعدها، مما نجم عنه تأخر حالته الصحية حتى وافته المنية، إثر ذلك بعد أيام من دخول المستشفى، مضيفا أن والده ظل يصارع الموت عدة أيام بالمستشفى ولم يجد أى عناية أو رعاية طبية وخاصة من قبل الطبيب المختص الذى وصفه "جابر أحمد" بأنه كان يرفض الإجابة حتى عن أسئلته ويحدثه بأسلوب غير لائق، وأنه كل ما يطلب من إدارة المستشفى مناظرة الطبيب المختص لوالده تكون الإجابة أنه فى عيادته الخاصة مضيفا أنهم كانوا يقومون فى المستشفى بتقديم المسكنات لوالده بناء على توجيهات الطبيب المختص وكأنه مصاب بجرح سطحى أو قام بخلع درس، مضيفا أنه يناشد وزير الصحة بغلق تلك المستشفى حتى يتم التأكد من جاهزيتها لاستقبال المرضى، وأنه يهيب بوزارة الصحة بضرورة معرفة أعداد المرضى الذين اغتالتهم يد الإهمال خلال الشهور القليلة الماضية وأسباب وفاتهم مطالبا بتشديد الرقابة والمتابعة الدقيقة على المستشفى من قبل وزارة الصحة مباشرة، وعدم الاعتماد على التقارير الروتينية من محافظة أسوان ومديرية الصحة بأسوان التى تشوبها المحابة - على حد قوله.
لافتا أن وفاة والده لم ولن تكون الحالة الأخيرة طالما استمرت حالة الإهمال الطبى بمستشفى إدفو كما هى.
كما أكد (سيد محمد) أعمال حرة بأنه رافق أحد أقاربه بوحدة الغسيل الكلوى، وأنه لاحظ أنه لا يتم قياس ضغط دم المريض أثناء عملية الغسيل الكلوى ولا يوجد فنيين صيانة بشكل كاف يقومون بالحفاظ على كفاءة الأجهزة والمعدات الطبية والخراطيم ولم يشاهد خلال مرافقته للمريض أى قطع غيار تركب وتستبدل وأن قسم الغسيل الكلوى تقريبا يعتمد على طاقم التمريض، وأن تواجد الأطباء به يتم بشكل رمزى - على حد وصفه.
كما يؤكد كمال حامد – مدرس - وعضو جمعية نهضة المجتمع بقرية المويسات بإدفو بأن عشرات المرضى من قرية المويسات وقرى ونجوع البصيلية يترددون على مستشفى إدفو العام يوميا تلك المستشفى التى تفتقر لكبار الأطباء والاستشاريين، وأن عددًا كبيرًا من الأطباء الموجودين به هم مجرد أطباء قليلى الخبرة - على حد قوله - والحاصل منهم على دراسات عليا أو ماجستير يضنون على المستشفى بخبرتهم ويعملون فى عياداتهم الخاصة مؤكدا أنه صادفته حالة مؤخرا من أحد أقاربه قام بإدخاله المستشفى فى حادث سير فكان المفترض أن يتم تركيب شرائح عظام له فتم نقله لمستشفى الأقصر لإجراء ذلك مطالبا وزارة الصحة بالاهتمام بمستشفى إدفو العام ومطالبا أيضا بتوفير أطباء فى كافة التخصصات لوحدة طب الأسرة بقرية المويسات التى تكلف إنشائها 7 ملايين جنيه تقريبا وتوفير قسم للحميات بها للتخفيف عن معاناة الآلاف من أهالى البصيلية بدلا من الذهاب لاسنا شمال أو إدفو جنوبا.
كما كشف (عبد الله عبد القادر) محاسب، أن الإهمال بمستشفى إدفو يبدأ من أسوار المستشفى التى أحتلها الباعة الجائلين مرورا بكمية القمامة التى تملأ الطرقات والمظلة الخارجية التى أيضا افترشها الباعة الجائلين أيضا وأصبحت لا تتسع لأعداد المرضى الذين يقدر تعدادهم بالمئات يوميا من البسطاء ومحدودى الدخل الذين يداعبهم أمل كاذب فى العلاج المجانى مشيرا أيضا إلى أنه كان شاهد عيان منذ فترة قريبة على نقل مصابين فى أحد حوادث الطرق حيث لمس أنه لا يوجد أسلوب طوارئ متطور بالمستشفى ووجود عجز صارخ فى الأدوية وأكياس الدم ولاسيما المخصصة لعلاج الحالات الحرجة وأنه لاحظ أيضا زيادة الإهمال الصارخ والخدمة المتدهورة بأروقة وأقسام المستشفى.
كما أكدت (عطيات. م ).. موظفة أن مداخل المستشفى تحولت لجراج للتوك توك والميكروباص والأجرة والباعة الجائلين احتلوا طرقاتها ومداخلها وأن التواجد الأمنى بالمستشفى غير ملموس وأن وعودا سابقة من قبل المسئولين بالاستعانة بشركة أمن خاصة أو بعناصر أمنية، كما كانت هناك مطالب بوجود نقطة شرطية داخل المستشفى أسوة بالمستشفيات الكبرى لكى تقوم بردع البلطجية ومنع أى تحرش بالجمهور وتشجيع الممرضات على العمل فى الورديات الليلة بأمان وعدم تحجج أى موظف بالمستشفى بالانفلات الأمنى والمساعدة أيضا فى حفظ حقوق المرضى والمترددين على المستشفى.
كما ذكرت أنها من خلال مرافقتها لوالدها المريض بالمستشفى أنه لا يوجد بها عجز فى الأطباء ولكن المشكلة فى عدم انتظامهم فى الحضور، حيث ذكرت أنها كانت تشاهد تمييزا فى بين الموظفين أثناء التوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف، حيث يتم تعنيف الممرضين والممرضات والعمال إذا تأخروا عن مواعيدهم بينما يقوم الأطباء بالتوقيع فى الكشف بأنفسهم فى أى وقت مع أن أى مستشفى أساسا قائمة على الطبيب.
أخبار متعلقة :