حيث قامت الوحدة المحلية بإزالة محطة البوسطة، والتى تستخدم كاستراحة للمسافرين وكانت مشيدة بغرفة خرسانية كاملة لحماية الأهالى من حرارة الشمس وبالصيف ومطر الشتاء، وهى مقامة منذ أكثر من أربعين سنة، وكانت أحد معالم قرية درين والتى يفوق عمرها إنشاء الوحدة المحلية نفسها بالقرية.
وقال عبده الريس أحد أهالى القرية، إن هذه المظلة تربى تحتها أجيال فى طريقهم إلى المدرسة أو الجامعة لعشرات السنين، واستيقظ أهالى البلدة فلم يجدوا المظلة والتى كانت تحمل تاريخهم وذكرياتهم والتى كانت تحميهم من البرد والرياح شتاءً والشمس المحرقة صيفاً فى انتظار مواصلاتهم التى تقلهم إلى أعمالهم أو مدارسهم.
توجه البعض إلى الوحدة المحلية للاستفسار أين ذهبت المظلة، فقال رئيس الوحدة إنه أزالها حفاظاً على المظهر الجمالى للمكان (المظهر الجمالى الذى ظهر فجأة مع ظهور البيت الجديد) وقال على بدر أحد أهالى القرية، إن الحقيقة يعرفها كل سكان القرية وهى أنه هدمها جاء لتوسيع الطريق أمام المنزل الجديد لأحد أصدقاء رئيس الوحدة المحلية الأثرياء لترتفع بذلك إيجارات المحلات التى ينوى الأخير تأجيرها بالدور الأول من المنزل ولتذهب منفعة الناس وتاريخهم إلى الجحيم.
وأشار محمود الحلو أحد الأهالى إلى أن هذه الواقعة تعبر عن فساد المحليات فعلها رئيس الوحدة المحلية ضارباً عرض الحائط بالمصلحة العامة، وهو على قناعة أن فعلته ستمضى دون محاسبة، لقد فعلها وكأن ثورة لم تمر من هنا.