كتب : إسلام فهمى منذ 37 دقيقة
دوت صرخات النساء، وانهالت دموع الرجال، وارتدت قرية الشيخ عيسى، التابعة لمركز المنيا، ثياب الحزن والأسى، أثناء تشييع جثمان مصطفى محروس محمد خلف، 19 سنة، العامل المصرى الذى قُتل بالأراضى الليبية، على يد مواطن ليبى فر هارباً، وذلك أثناء سيره بالشارع دون أن تحرك الخارجية المصرية ساكنا، ثأرا لدماء شاب برىء دفع حياته ثمنا للبحث عن لقمة عيش شريفة فى وطن غريب.
يبكى محروس محمد خلف الله، 55 سنة، فلاح، والد القتيل: «عينى عليك يا بنى، ماذا أقول لأمك المريضة وإخواتك البنات؟».
ويقول الأب المكلوم لـ«الوطن»: ابنى مصطفى كان قرة عينى، وذهب إلى ليبيا لأول مرة فى حياته منذ 4 أشهر فقط بحثا عن لقمة عيش شريفة لم يجدها هنا فى بلده، وكان يحكى لى فى كل اتصال عن الأحوال السيئة التى يتعرض لها المصريون هناك.
ويضيف الأب: «مصطفى كان سندى وظهرى والعصا التى أتوكأ عليها فى هذه الدنيا، وكان يعول أشقاءه الثلاثة، وجده وجدته، اللذين يعيشان معنا بنفس المنزل، وقتل دون أن يرتكب ذنبا».
يقول أحمد فوزى أحمد موسى، صديق المجنى عليه، ويعمل معه بليبيا: «خرج مصطفى من السكن بمنطقة البركة بمحافظة بنى غازى لشراء طعام من سوبر ماركت مجاور، وأثناء عودته طعنه مواطن ليبى بمطواة فى عنقه، وسدد له عدة طعنات أخرى بالصدر، دون أن تحدث بينهما أى احتكاكات وفر هارباً، وفى توقيت الحادث كنت أشترى بعض المستلزمات، وأثناء عودتى وجدت مصطفى ملقى على الأرض وغارقاً فى دمائه، فحملته أنا وباقى العمال المصريين وتوجهنا إلى السكن وهناك قررنا نقله للمستشفى بمعاونة بعض الليبيين لأن الأوضاع هناك فى غاية الخطورة، ومن الصعب أن نجد المصريين يسيرون فى الشوارع بشكل طبيعى، وبعد أن أدخلوه المستشفى بـ4 ساعات لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرا بجراحه».
ويضيف: «حضر إلى المستشفى مندوب من السفارة المصرية لإنهاء الإجراءات الخاصة بتسليم الجثة، ونقلها إلى مصر، ودفعنا جميع المصاريف، وفى طريقنا لم يعترض طريقنا أحد من السلطات الليبية، لكن فور وصولنا للجمرك المصرى تم احتجازنا بالجثة لمدة 5 ساعات تقريباً، من أجل التحقيقات، وتم إرسال مندوب معنا حتى وصلنا لقسم شرطة السلوم، ثم توجهنا بصحبة مندوب آخر إلى النيابة العامة وطلب الوكيل أن ننتظر إلى الساعة الثامنة صباحا لتوقيع الكشف الطبى على الجثة ورفضنا ذلك لأن إكرام الميت دفنه، وطلب وكيل النيابة التحفظ على جواز سفرى مقابل الانطلاق إلى المنيا فوافقت للتعجيل بالدفن».
ويروى مؤمن أنور عبدالله، مبيض محارة، وصديق المجنى عليه، جانباً من أوضاع المصريين هناك قائلا: «لا يخطر على بال أحد ما يتعرض له المصريون هناك، فنحن نخاف أن نسير فى الشوارع ليلاً ونهاراً، والغريب أن الأمور زادت عن حدها بعد لقاء الرئيس محمد مرسى برئيس الوزراء الليبى، على زيدان، وبدأت الشرطة تداهم منازل المصريين وتعتقلهم بالشوارع والحوارى والأزقة رغم أنهم دخلوا البلاد بطريقة شرعية».
ويؤكد مبيض المحارة أن هناك فظائع ترتكب بحق المصريين ببنى غازى، ويتعرضون للتعذيب بالسجون الليبية التى تحولت لسجن أبوغريب للعمال.
وقال: عندما تحدث مشكلة لمصرى ونذهب لتقديم شكوى فى السفارة يكون الرد: «هما مش عايزنكم فى البلد، هنعملهم إيه»، وما يدهشنى أن القيادة المصرية تعرف أن هناك 500 مواطن على الأقل يتم ترحيلهم يوميا ورغم ذلك تسمح بسفر المزيد من الشباب ليتعرضوا للذل والهوان، وأقول لمرسى: «سيبك من غزة وحماس وخد بالك من الغلابة المصريين لأنهم يضربون بالنعال فى ليبيا، وبنى غازى تحولت لأبوغريب للمصريين فى عهدك».
>
صورة تصريح نقل الجثمان
أخبار متعلقة :