مصراوي Masrawy
11:17 م الأحد 21 مارس 2021
الإسكندرية - محمد البدري:
لعل أزمته التي بدأت مبكرًا ببتر ساقيه وهو في الرابعة من عمره كانت الدافع ومصدره الحقيقي لرسم واقع مغاير استبدل فيه محمد عبدالعاطي ما غاب من قدميه بيدين تركلان الكرة ربما بمهارة أفضل.
ولأن في قصته معنى لا يدركه بعضنا كان لمصراوي هذا اللقاء معه وهو أشهر من ركل الكرة بيديه في الإسكندرية.
تحدث محمد عبدالعاطي ذو الـ ١٦ عامًا، لمصراوي قائلاً إن قصته بدأت مبكرًا في عمر ٤ سنوات عندما أصيب بفيروس في الدم، أدت تبعاته إلى حدوث غرغرينة في ساقيه، اضطر على إثرها الأطباء لإجراء بتر في كلتا الساقين لتتغير بعدها حياته، ويتأثر بعدها لفترة من طفولته بعد أن فقد ما يجعله قادرًا على مجاراة أبناء عمره إلا أن فترة اليأس لم تدك طويلاً كما أكد.
عن تعلقه بكرة القدم، قال عبدالعاطي: "بدأ حبي للعبة من عمر ١٠ سنوات حيث كنت أرافق زملائي في المدرسة الابتدائية للعب كرة القدم، وكنت أشعر بالخوف أحيانًا في البداية، وأشارك بشكل خفيف في مركز حارس مرمى في ملعب المدرسة، ومع الوقت ازدادت ثقتي بنفسي وشعرت أنني قادر على مجاراة الأسوياء في الملعب".
يضيف محمد: "مع مرور الوقت زادت لياقتي البدنية وتحمست لممارسة رياضات أخرى للحفاظ على لياقتي مثل السباحة وتنس الكراسي المتحركة وغيرها من الرياضات المتاحة إلا أن تعلقي بكرة القدم ظل في المقام الأول"، متابعًا: "لا أنكر أن خوف أبي وأمي كان كبيرًا علي حتى لا يصيبني مكروه أثناء اللعب مع الأسوياء إلا أن فرحتهم برؤيتي سعيدًا بما أحب عمله جعلتهم يشجعونني على الاستمرار، ومع الوقت بدأت أتفوق في السرعة على الأسوياء أثناء الركض خلف الكرة وشاركت في عديد من المباريات الودية داخل الملاعب الخماسية في إطار الدورات الرمضانية وغيرها من البطولات الودية".
أمنيات محمد.. مقابلة الخطيب وتمرينة مع الأهلي ومنحة دراسية وطرف صناعي
لدى محمد كم كبير من الطموحات والأمنيات على المستوى الرياضي والعلمي والشخصي، أفصح عنها لمصراوي خلال اللقاء، كان أبرزها حصوله على منحة دراسية من جامعة الإسكندرية بعد إتمامه مرحلة الثانوية العامة التي يطمح من خلالها في الالتحاق بكلية الطب.
وعن أهم أمنياته الرياضية، قال محمد "أتمنى لقاء الكابتن محمود الخطيب نجم النادي الأهلي ورئيس مجلس إدراته لأنني أعشقه وأكن له كل حب وتقدير، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للمشاركة في تمرينة مع لاعبي النادي الأهلي.
ويأمل محمد عبدالعاطي في حصوله على فرصة رياضية تمكنه من ممارسة اللعبة بشكل رسمي مثل الالتحاق بالفرق البارليمبية وتمثيل اسم مصر من خلالها تلك البطولات في الخارج.
وعلى المستوى الشخصي أفصح محمد عن أمنيته بالحصول على جهاز طرف صناعي متطور يمكنه من مجاراة الأسوياء بشكل طبيعي، لافتًا إلى أن ذلك الجهاز قد يصل سعره إلى مليون جنيه نظرًا لطبيعة تصميمه إلا أن قيمته أعلى بكثير من إمكانيات الشخص العادي.
"الله لا يضيع أجر الصابرين" بهذه العبارة اختتم محمد حديثه لمصراوي، مشيرًا إلى أن العجز يكمن في العقل وليس الجسد وأن بإمكان أي إنسان الوصول إلى ما يحلم به إذا اجتهد وابتعد عن اليأس، قائلاً: "كنت أظنها النهاية ولكن لا أحد يدري أنه لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا".
الفيديو اضغط هنا
اقرأ أيضًا: بُترت ساقاه في الطفولة.. كيف صالحت كرة القدم «محمد» على العالم؟
كورونا.. لحظة بلحظة
كورونا فى مصر
كورونا فى العالم
أخبار متعلقة :