شبكة عيون الإخبارية

في ذكرى ثورة يوليو.. فلاحو المنيا يطالبون بالحفاظ على أراضي الإصلاح الزراعي

بعض أهالي المحافظة وصفوا التعدي على الأراضي بالبيع وتحويلها لكردونات مباني بأنه "مخطط إخواني" لطمس إنجازات عبد الناصر

كتب : إسلام فهمي منذ 39 دقيقة

تعرضت آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة بمحافظة المنيا، التي أممها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من الإقطاعين بعد نجاح ثورة 23 يوليو، لتوزيعها علي صغار الفلاحين، إبان فترة حكم جماعة الأخوان المسلمين إلى هجمة شرسة، من تعديات وبيع وشراء تمهيدا لتحويلها إلى كردونات مباني، وسط تقاعس وتخاذل تام من الحكومات المتعاقبة، حتى أن البعض وصف ذلك بأنه مخطط إخواني لطمس إنجازات عبدالناصر ومحوها من الوجود.

فعلى الضفة الشرقية لترعة الإبراهيمية، توجد مساحات شاسعة من أراضي الإصلاح الزراعي، فوجئ فلاحو قرية زهرة بيد التخريب تمتد إليها بالتجريف والتبوير والبناء، وحذروا من تحويل قرابة 80 فدانا بزمام القرية إلى كردونات مباني، واستحالة إزالة هذه التعديات مستقبلا في حال اتساعها.

وقال شوكت خلف، أحد أهالي القرية، إنه رغم كل ما شهدته فترة حكم مبارك من فساد، إلا أنه لم يفرط في شبر واحد من أراضي الإصلاح الزراعي، لكنها الآن تتآكل بشكل ملحوظ، لاسيما خلال فترة تولي محمد مرسي الرئاسة، مؤكدا أن هذه الأراضي بحكم قانون الإصلاح الزراعي "حق انتفاع" ولا يجوز بيعها وشراؤها، ورغم ذلك فإن عددا من الفلاحين يبيعونها تمهيدا لتحويلها لكردونات مباني.

وأشار يسري عبدالحكيم، فلاح، إلى أن هناك منتفعون بأراضي الإصلاح الزراعي يقومون بتبويرها وبيعها لمواطنين يعيشون بالمدن، ثم يعودون ويستولون عليها مره أخرى، لأنه من الناحية القانونية يصعب إثبات ملكية هذه الأراضي إلا للمنتفع الأصلي، ولذلك تحولت إلى "سبوبة" لسماسرة المباني، مضيفا أن المنيا سجلت رقما قياسا في التعدي على أراضي الإصلاح الزراعي تدريجيا بالبناء، خاصة في المناطق المتاخمة للكتل السكنية، ومنها قرى البرجاية وأبوحنس وأبوسويلم وصفط والإصلاح وإطسا ودماريس والمجيدي.

وأوضح يحيى سنوسي، منتفع، أن تخاذل والإصلاح الزراعي عن إزالة التعديات على الأراضي يوميا، دفع الأهالي إلى التسابق على شراء مساحات شاسعة للبناء عليها، مشددا على أنه إذا استمر صمت الحكومة عما يحدث، ستنتهي هذه المساحات في غضون عام أو اثنين، خاصة أن زيادة حجم التعديات يجعل الدولة عاجزة عن تنفيذ قرارات الإزالة، لأنها ستأخذ بعدا أمنيا وستصبح المواجهة جماعية.

وأكد عاشور مرعي عزيز الدين، منتفع، أن شخصا قام بتشوين مواد بناء حول قرابة ثلاثة أفدنة ونصف من أراضي الإصلاح الزراعي متاخمه لعزبة المجيدي، تمهيدا لبيعها بالمتر كأراضي مبانٍ بأسعار مرتفعة، خاصة أنها تقع بمنطقه حيوية بالطريق الزراعي " - أسوان".

وقال مسؤول بالإصلاح الزراعي بالمنيا إن جميع حالات التعدي على الأراضي يتم رصدها أولا بأول، وتصدر قرارات إزالة فورية لها بكافة مراكز المحافظة، ولا تتقاعس الإدارات الزراعية عن الحفاظ على الأراضي ولا تغفل عنها لحظة واحدة، لأنها من أجود أنواع الأراضي بالزمام، لكن الظروف الأمنية تحول دون اتخاذ الإجراءات السريعة نحو الإزالة، خاصة أن هناك تجرؤ غير مسبوق على رجال الشرطة، وفي كل حملة إزالة يتعرض العمال والموظفين وأفراد الأمن لاعتداءات عنيفة، تصل أحيانا إلى المواجهات المسلحة وتحطيم معدات الوحدات المحلية، وفي هذه الحالة يتم تأجيل تنفيذ الإزالات وسحب القوات لتفادي وقوع مصادمات مع المواطنين.

DMC

أخبار متعلقة :