حالة من التذمر تسود هذه الأيام فى أوساط مزارعى القصب بأسوان لعدم حصولهم على احتياجاتهم الكاملة من السماد، حيث أكد عدد منهم لـ"اليوم السابع" أن ما حصلوا عليه حتى الآن يوازى تقريبا ربع الكمية - على حد قولهم - محذرين الحكومة من انهيار محصول القصب هذا العام وأنها قد تضطر لاستيراد السكر من الخارج لسد احتياجات السوق المحلى.
حيث أكد "حامد جاد الله" مزارع بناحية الكلح بإدفو أن الأزمة المتفاقمة فى نقص السماد وتأخر وصول المقررات الخاصة بسماد محصول القصب تعرض القصب وهو المحصول الإستراتيجى لأسوان لشبح الدمار، وكذلك الحال بالنسبة لبقية المحاصيل الصيفية وأنهم لم يشاهدوا بالرغم من تفاقم أزمة السماد أى مسئول سواء كبير أو صغير بأسوان قام بتفقد الزراعات أو الوقوف بجوارهم، مؤكدا أن شهر يوليو يعد الفرصة الأخيرة لإنقاذ القصب ورفع إنتاجيته وأنه بعد ذلك تكون استفادة المحصول من السماد ليست بالشكل المناسب مع تقدم نمو المحصول وأنه يجب سرعة تدارك الموقف وزيادة الكميات الواردة لمحافظة أسوان.
كما لفت إلى أن هذا العام خصصت الزراعة لهم 13 شيكارة سماد لفدان القصب رغم أنه فى الموسم الصيفى الماضى كان يتم تسليم مزارع القصب 17 شيكارة معربا عن اعتراضه على تلك الكميات ومشيرا إلى أن الزراعة - على حد قوله - قيمت هذه الكميات بناء على إنتاجية الفدان فى العام السابق وهو اعتماد خاطئ حيث أن الإنتاجية تتأثر بنقص السماد أيضا وأنه لو استمر النقص هذا العام سيكون الإنتاج ضعيف وهكذا مطالبا برفع مخصصاتهم من السماد وتسليمها لهم فورا ودفعة واحدة.
كما ذكر "إبراهيم محمد" مزارع بناحية إدفو قبلى أن الأسمدة المتداولة فى السوق السوداء التى يضطر الفلاحين لشرائها لإنقاذ زراعاتهم غير ملائمة، حيث تستنزف أموال المزارع لارتفاع أسعارها وبسبب الكميات المضاعفة التى يحتاجها المزارع لتعويض الفارق بينها وبين سماد الجمعيات، ومع ذلك لا تعود بالنفع على المحصول حيث تعطيه نمو ورقى وحشائش.
وأنهم يضطرون لشراء "العوارية" وهى كناسة مصانع الأسمدة - على حد قولهم - ويحصلون عليها من السوق السوداء وبصعوبة، حيث تبيع مافيا السماد الشكارة بنحو 160 جنيها تقريبا وقد تعرض صحتهم للخطر والأمراض الجلدية ولكنهم مجبرين لإنقاذ محاصيلهم وخوفا من الملاحقات البنكية وعدم القدرة على تغطية تكاليف الزراعة
> كما ذكر "محمد حسين" مزارع بناحية سلوا بكوم إمبو أنه منذ أسابيع برر عدد من المسئولين العجز فى الأسمدة الصيفية بأزمة السولار وعدم قدرة الشاحنات من الانتقال من وجه بحرى أو المناطق التى توجد فيها "المصانع" لأسوان لتوريد الأسمدة، والآن بعد الانفراجة المعروفة يتساءل ما السر فى عدم وصول الشاحنات بانتظام
> كما انتقد "سيد أحمد" مزارع بناحية مركز دراو تضارب الاختصاصات وتعدد الجهات المسئولة عن صرف السماد للمزارع معتبرا أنها تمثل عقبة رئيسة وراء عدم وجود مرونة فى حصول الفلاح على احتياجاته من السماد مضيفا أن مديرى الجمعيات الزراعية الذين هم فى مواجهة مباشرة مع المزارعين بدون صلاحيات تقريبا كما أن هناك عدم تنسيق بين التعاونيات الزراعية والإدارات والجمعيات الزراعية.
بينما كشف ( يوسف عبد الله ) مزارع بناحية السباعية
> أن زحف العمران والزيادة المضطردة فى السكان والشباب المقبل على الزواج جعلت المزارع يستغنى عن حظائره التى يربى فيها الماشية والثروة الحيوانية والتى كان يستفيد منها ماديا بجانب استخدام فضلاتها ( السباخ ) أو السماد العضوى لتسميد الزراعات حيث لا يوجد أمام المزارع حاليا سوى السماد الكيماوى وخاصة خلال السنوات الأخيرة.
بينما أضاف ( محمود محمد ) مزارع بناحية المنشية بكوم إمبو ضرورة توفير عدد كاف من المندوبين لسرعة تحديد احتياجات الفلاحين مع فرض رقابة صارمة للتأكد من وصول السماد لمستحقيه ومراجعة الأرصدة والمخازن ومنع التلاعب والتصدى لظاهرة تسرب السماد المدعم للسوق السوداء مع ضرورة سد العجز فى الحصص السمادية.
أخبار متعلقة :