كتب : محمد مقلد وحاتم حمدى وإنجى هيبة وخالد الأمير منذ 5 دقائق
شنت العناصر الجهادية، ليلة أمس، سلسلة هجمات على عدة نقاط أمنية تابعة للجيش والشرطة، وامتدت الهجمات الإرهابية لتصل للمدخل الغربى للمجرى الملاحى لقناة السويس، بعدما هاجم مسلحون سيارة شرطة بالقرب من النقطة التفتيشية للمدخل الغربى للقناة، وأدت الهجمات التى شهدتها شبه الجزيرة إلى مصرع 4 هم عقيد شرطة ومجند ومدنيان.
يأتى ذلك، فيما حاصرت قوات الجيش جميع المنافذ لمنع تسلل الإرهابيين، وحلقت المروحيات المصرية فى سماء غزة للمرة الأولى منذ النكسة، وسط استعدادات مكثفة لشن هجوم واسع ودك جبل الحلال، أحد معاقل الجهاديين، كما أغلقت قوات الأمن المدخل الشرقى للقناة.
وبدأت هجمات ليلة الجمعة بفتح مجهولين النار على «عايش س.»، 30 عاماً، و«محمود ع.»، 23 عاماً، ينتميان لإحدى القبائل الشهيرة بالشيخ زويد، أثناء مرورهما بمنطقة المقابر بالشيخ زويد، مما أدى لمصرعهما.
وفى الساعة الواحدة والنصف صباحا، شنت العناصر المسلحة هجمات متزامنة بالأسلحة الثقيلة على عدة نقاط أمنية، حيث هاجموا قسمى أول وثان العريش بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وتبادلت قوات الشرطة إطلاق النيران معهم، حتى لاذ المهاجمون بالفرار مستقلين سيارتى دفع رباعى، كما هاجم المسلحون إدارة المرور بضاحية السلام بالعريش، وكمين الضاحية المؤدى لمنطقة الريسة بجوار سور كلية الزراعة.
وأصيب، صباح أمس، المجند إسلام السيد محمد (23 عاماً) تابع لقوة الأمن المركزى بشمال سيناء، برصاص مهربى المواد المخدرة، أثناء وجوده بالخدمة الأمنية، بالمنطقة الحدودية، بالعلامة رقم «22»، ونقله لمستشفى العريش العام للعلاج.
واستهدفت العناصر الجهادية المسلحة مدرعة للشرطة بالقرب من كمين المحاجر على طريق مطار العريش، بقذائف «آر بى جى» والأسلحة الثقيلة، مما أدى لمصرع المقدم أحمد أبوالعينين (40 عاماً) من قوات الشرطة، وإصابة مجند.
كما هاجم المسلحون كمائن طريق مطار العريش ومنطقة الكرامة ومنطقة سجن العريش المركزى وقسم المرور والمرحلة الرابعة بحى ضاحية السلام بقذائف «آر بى جى» والهاون والأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ونقل المسلحون أعمالهم الإرهابية لمدن القناة، وهاجم مسلحون كمينا أمنيا بالطريق الدائرى بمحافظة الإسماعيلية، مما أدى إلى استشهاد عريف الشرطة حمادة صابر، وإصابة الملازم أول أحمد العراقى.
وقال مصدر أمنى إن قوة الكمين تشككت فى السيارة وحاولت توقيفها إلا أن مستقليها اقتحموا الحاجز الأمنى، وأطلقوا النار عشوائيا على رجال الشرطة.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية أغلقت جسر القناة العلوى، الذى يربط الضفتين الشرقية بالغربية، عقب الحادث، وكثفت وجودها على المجرى الملاحى بمدن القناة الثلاثة.
وسرعت قوات الجيش خطواتها لمحاصرة الجهاديين استباقا لساعة الصفر والهجوم الواسع للقضاء عليهم، وقال مصدر أمنى بمدن القناة إن قوات الجيش والشرطة تستعد لدك جبل الحلال خلال ساعات، باستخدام الطائرات والمروحيات والجرافات، لتطهير سيناء من تلك العناصر المسلحة، وذلك بمساندة بعض مشايخ وعواقل القبائل من الوطنيين.
وأوضح أنه تم تكثيف الإجراءات الأمنية من الجيش والشرطة فى سيناء ومدن القناة، ولا سيما بنفق الشهيد أحمد حمدى وعلى الأكمنة الحدودية التى تربط سيناء بالسويس والإسماعيلية، وتكثيف الوجود الأمنى، على طول المجرى الملاحى للقناة، والدفع بقوات من الصاعقة، وتشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس، والمؤسسات الحيوية، وشركات البترول.
يأتى ذلك فى حين سيطرت قوات الجيش المصرى بشكل كامل على المناطق الحدودية الشرقية، وحلقت طائرات الجيش بكثافة فى الشيخ زويد ورفح وعلى طول الشريط الحدودى مع غزة وإسرائيل، وذلك بعد موافقة الجانب الإسرائيلى.
كما حلقت الطائرات المصرية فوق سماء رفح المصرية ورفح الفلسطينية وحتى خان يونس وذلك لأول مرة منذ ما يزيد على 46 عاما، ومشطت الطائرات التى حلقت بارتفاع منخفض فوق مناطق الأنفاق المنتشرة من الجانب الفلسطينى لمطاردة أى عناصر قد تقوم بالهروب إلى الجانب الآخر.
وقال شهود عيان من أهالى رفح المصرية ورفح الفلسطينية إنهم شاهدوا الطائرات المصرية وهى تحلق فى أجواء فلسطين، وهو ما يشكل نقلة نوعية فى ضبط العناصر التى تهرب إلى غزة.
إلى ذلك، أغلقت السلطات المصرية معبر رفح البرى، منذ صباح أمس، وقالت مصادر أمنية إن غلق المعبر قاصر على يوم الجمعة فقط، مضيفا أنه سيتم فتح المعبر اليوم (السبت) للحالات الإنسانية فقط ومن الجانبين ولمدة 4 ساعات فقط.