شبكة عيون الإخبارية

«السوشيال ميديا» تحتفل بالباشا أبو بدله بيضا “من تحت الأنقاض”

“السوشيال ميديا” تحتفل بالباشا أبو بدله بيضا “من تحت الأنقاض”

تقرير – خيري عاطف

 

كانت ستكون كارثة بكل المقايس، لولا العنايه الالهيه، واهالى الحى العتيق، والضابط “ابو ثلاث نجوم”، اما عن الحكاية فهى مأساوية بكل ما تعنيه الكلمه، بدأت مع نسمات الصباح الاولى، عندما استيقظ سكان حى الجماليه على اصوات صراخ سكان العقار رقم 10 الواقع فى شارع بلؤلؤة الفجاله، اما المشهد فكان مخيفاً، اسر تحاول لم شتاتها والهروب من العقار المتصدع، كتل الاسمنت والطوب تنهار واحدة تلو الاخرى، لتعلن النهاية الحتميه لعقار قارب بنائة على التسعين عاماً، الأهالى يصابون بالذعر والخوف على جيرانهم، الاطفال يبكون، والنساء تصرخ، والرجال مصابين بالشلل، بإستثناء بعض الجيران الذين تماسكوا وحاولوا انقاذ ثلاث اسر اثناء ومع انهيار العقار المنكوب، وخلال هذا المشهد المأسوى والنهاية الحتميه، كان هناك امل وبارقه جديده تتجلى بين اهالى الحين، جسدها النقيب شهاب الشريف، الذى وصفوه بالضابط البطل، والذى احتفل به ايضاً رواد “السوشيال ميديا” والذى قرروا تداول بطولته بعد ان اهملته اغلب وسائل الاعلام من جهه، واصراره على عدم الحديث من جهة اخرى.

ملخص الواقعة الذى تداولته وسائل الاعلام كان مقتصراً على بعض العناوين العريضه، التى تشير الى انهيار عقار مكون من ثلاثة ادوار بحى الفجاله العتيق، وهروب البعض فور انهيار العقار، وانقاذ البعض الاخر وانتشاله من تحت الانقاض، ايضاً اشاروا الى بطولة شاب حاول انقاذ عجوزاً مشلولاً تحت الانقاض، وضابط شاب برتبة نقيب تمكن من انقاذ هذا الشاب الذى توارى تحت الانقاض، اما التفاصيل فهى ممزوجه بكثيراً من المأسى ومعها نموذج مشرف من رجال الشرطة.
> صراخ واستغاثات!.

جانب من الواقعة

حسب الاوراق الرسمية وما رواه شهود العيان من اهل منطقة الفجاله، فإنهم سمعوا اصوات صراخ من سكان العقار رقم 10 بشارع بلؤلؤة الفجالة، حينها كانت اركان المنزل العتيق تهتز، وكأنها تعلن ان العقار قد اوشك على السقوط، وان نهايته الحتميه قد حانت.
> المشهد كان مرتبكاً، الاهالى يخشون الدخول الى العقار لانقاذ الاسر، بينما يحاول سكان العقار النزول والهروب من النهاية القاسيه، وفى نفس اللحظه كانت سيارة شرطة قسم الازبكية تدوى فى المكان، احد الضباط ومعه بعض افراد الشرطة يدخلون إلى العقار دون ان يهابوا الموت، يطرقون ابواب السكان يساعدونهم على النزول، لكن الغريب والمثير ان احد الاسر رفضت الخروج ان ترك العقار الذى يترنح ليعلن سقوطه، حتى بعض الحاح رجال الشرطة على السكان.
> وعلى الفور تم اخطار مديرية الامن ووزارة الصحه بالحدث، لتنطلق الى مكان الواقعة 5 سيارات إطفاء و 4 سيارات اسعاف، تحسباً لانهيار العقار، أو التسبب في أي تلفيات بالمنطقه، والعمل فوراً على استيعابها.
> التعليمات الصادرة من القيادات الأمنيه كانت تشدد على اخلاء المكان تماماً من اى مواطنين، العمل على قطع الكهرباء والغاز حتى لا تندلع النيران مع سقوط العقار، القوات تنطلق من جديد لمحاولة اخراج الاسره التى رفضت عملية الاخلاء، الا ان القدر كان اسرع من الجميع.

لحظة النهاية!

فور دخول قوات من الشرطة بدت سلالم العقار تعلن لحظة النهاية لتنهار على الفور، ويحالو الجميع الهرب، ولا تمر الا لحظات ويبدأ العقار فى الانهيار التام ويتحول الى كوم من الخرسانه والطوب العتيق، وبعض من مسلتزمات الاسر التى اخلت العقار، حينها اندلع من جديد الصراخ، العديد منهم اكد ان هناك اهالى مازالوا تحت الانقاض، عمليات الانقاذ بدأت منذ اللحظه الاولى وتم انتشال العديد من المنكوبين دون ان يصيبوا الا بأذى بسيط عباره عن خدوش وكدمات.
> احد شباب المنطقة ابى ان يقف مشاهداً ومتفرجاً مثل الباقين، دمعت عيونه ليعلن ان هناك رجلاً عجوزاً مشلولاً تحت الانقاض، وانه يسمع صوته، وهو ما يعنى انه مازال على قيد الحياه، الشاب قرر المغامره رافضاً اى نصيحه، وبدأ فى التسلل الى الانقاض لينزل ويسطيع اخراج العجوز، بينما ظل هوه باقياً لتنهار عليه الانقاض من جديد ويختفى عن المشهد تماماً.
> هنا كان قد ظهر النقيب شهاب الشريف، والذى تحولت حكايته بعد ذلك الى بطوله مشرفه يتداولها الاهالى، الظابط ايضاً قرر عدم مشاهدة الحادث من بعيد، لم يكتفى بالقيام بواجبه الشرطة بعمل كردون حول العقار المنكوب، او عدم تمكين المواطنين من الوصل الى اماكن الاذى حتى لا يضاروا، قرر ان يتحرك تحت شعار واجبه الانسانى البحث، وانطلق ناحية الشاب الذى سقط تحت الانقاض وبدأ فى الحديث معه من وراء الجدران المحطمه حتى استطاع تحديد مكانه بشكل تام، عشر ساعات متواصله تغيرت خلالها الوجوه، اهالى يشاهدون وينصرفون يأتى غيرهم، فرق انقاذ تتبدل وتأتى غيرها بعد اصابتها بالانهاك والتعب، الا هذا الضابط الذى ظل يحفر بين الخرسانه حتى استطاع الوصول الى الشاب والنزول اليه وانقاذه بعد عشر ساعات كامله، وسط ذهول الحاضرين، حينها تبدلت الدموع بالابتسامات، وتوراى الصراخ وتندلع اصوات الزغاريد، خاصة وان بهذا الحدث قد اعلن عن عدم وجود وفيات بين سكان العقار او محاولى انقاذ من كانوا تحت انقاضه.

النقيب شهاب الشريف، والذى تحولت حكايته بعد ذلك الى بطوله مشرفه

تكريم جماهيرى!
> المشاهد تبدلت فى غضون العشر ساعات، منذ بدأ انهيار العقار، وحتى استخراج آخر شخص حيًا من تحت الانقاض، ومعها قام اهالى الفجاله، او الحاضرين فى تلك اللحظه بحمل النقيب شهاب الشريف على الاكتاف، وهم يعلنون عن بطولته، وترجمته للشعار ان الشرطة بالفعل فى خدمة الشعب، بينما حاول النقيب البطل عدم الظهور فى الاعلام او الحديث مع الصحافه، مكتفياً فقط بإستكمال مهامه بعدم اقتراب الاهالى من العقار المنكوب حتى لا يصاب بأذى، مؤكداً ان ما فعله ليس جديداً على رجال الشرطة الشرفاء، الذين يضحون كل يوم بارواحهم واجسادهم من اجل حماية الشعب المصرى، سواء من الارهاب، او اللصوص والمجرمين، او بمحلاقة كل من تجاوز القانون، وحاول الكسب بطرق غير مشروع والحصول على أموال الدوله والشعب المصري.

استخراج اخر شخص حيًا من تحت الانقاض

وفى نفس السياق قرر المئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعى خاصة الفيس بوك وتويتر، تداول صور النقيب شهاب الشريف، والحكى عن بطولته فى انقاذ الاهالى وانتشال شاباً من تحت الانقاض، مؤكدين انهم سيكونوا الاعلام البديل لفتح باب الامل، بعد ان تغاطضت العديد من وسائل الاعلام عن بطوله هذا البطل، فى حين يركزون على بعض السلبيات فى جهاز الشرطة التى لا تمثل العقيده الشرطيه، او وزارة الداخليه.

أونا