مباشر - محمود جمال: لم تخرج أسواق المال من تداعيات انتشار فيروس كورونا الاقتصادية، لتستقبل الأسواق هلال شهر رمضان بتقليص ساعات التداول، وعليه تواصل "مباشر" مع عدد من المحللين لنقل نصائحهم للمستثمرين خلال تلك الفترة، لا سيما في أسواق الخليج.
قال محللون لـ"مباشر" إن هناك 10 نصائح من الأفضل للمستثمرين بأسواق الأسهم الخليجية تنفيذها خلال تداولات شهر رمضان تزامناً مع اتجاه بعض الدول لافتتاح الأنشطة الاقتصادية من جديد رغم استمرار تفشي فيروس "كورونا" والذي هوى بأسعار النفط إلى قيعان تاريخية، لاسيما وأن النفط مازال المصدر الرئيسي للدخل لدى معظم دول المنطقة.
ورغم تزايد أعداد مصابي كورونا في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن تعافي النفط على استحياء نهاية جلسة الخميس الماضي والإعلان عن عودة بعض الأنشطة الاقتصادية ببعض دول المنطقة، صعد بأغلب أسواق الخليج وعلى رأسها أبوظبي التي ارتفعت 1.9 بالمائة، تلتها سوق دبي المالي بـ1.6 بالمائة، كما صعد المؤشر العام للسوق السعودي والمصري بنسبة 1 بالمائة و3.3 بالمائة على الترتيب.
وعالمياً، سجلت بورصة "وول ستريت" والأسهم الأوروبية والأسواق الآسيوية مكاسب يومية يوم الجمعة الماضي إلا أنهم سجلوا خسائر أسبوعية بضغط من حالة عدم اليقين الاقتصادي بسبب تزايد انتشار الوباء ببعض الدول الكبرى.
واستمر عدد الإصابات بالفيروس مما ينذر بتفاقم الأزمة مع وصول إجمالي المصابين عالمياً لأكثر من 2.78 مليون شخص، وبلغ عدد حالات الوفاة نحو 194.9 ألف حالة. فيما بلغ عدد المتعافين 774.22 ألف حالة.
فتح الاقتصاد
وقال محمود شكري المدير التنفيذي لمجموعة إيه إم سي للاستثمار، لـ"مباشر"، إن شهر رمضان من المرجح يهدئ تداولات الأسواق هذا العام مع سيطرة الحذر على المتعاملين بسبب انتشار الوباء.
وأضاف أن اتخاذ بعض حكومات المنطقة قرارات بأفضلية الفتح الجزئي للاقتصاد مع تكثيف الاجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء لتخفيف الضرر من إغلاق النشاط ككل سيكون له أثر جيد على الأسواق الأسبوع المقبل.
كانت حكومة دبي قد قررت عودة بعض الأنشطة التجارية بشروط بحيث إن السعة الاستيعابية لكل نشاط لا تزيد عن 30 بالمائة مما كانت عليه، وأيضا قررت المملكة العربية السعودية تقليل ساعات الحظر، رغم ارتفاع الحالات مؤخرا.
ومن جانبها قررت الحكومة المصرية تقليل ساعات الحظر، في دلالة واضحة للتوجه نحو الفتح الجزئي مع الاخذ في الاعتبار تشديد الحملات التوعوية والإجراءات الاحترازية المشددة.
ولفت المدير التنفيذي لمجموعة إيه إم سي للاستثمار، إلى أن تلك الأنباء ستكون بمثابة حافز للمتعاملين ببعض البورصات للرجوع واختيار الفرص الأنسب والجيدة والتي نراها ببعض قطاعات كالتجزئة والخدمات الصحية، فضلا عن قطاع المصرفي.
وأشار إلى أن هناك قطاعات متأثرة أبرزها قطاع البتروكيماويات الذي تأثر بشكل كبير بالأسعار المتدنية التي وصل لها خام برنت رغم اتجاه الدول للمصدرة لتخفيض الانتاج الفترات الأخيرة، ولما وصل إليه خام غرب تكساس من تكدس وتخمة في المعروض مع انحصار الطلب العالمي وهبوط العقود الآجلة إلى أرقام دون الصفر دولار ولذلك من الأنسب التمهل قليلا في الاستثمار بأسهم ذلك القطاع.
وأكد على ضرورة مراقبة الأسواق بحذر من قبل المستثمرين وربط الأحداث الداخلية بالأحداث الخارجية والعالمية والتي يمكن أن تغير مسار الاسواق بشكل كبير وسريع مما يحمل في طياته خطرا كبيرا على أسهمهم.
وشدد على أن أي وقت سيظهر فيه مصل علاج كورونا سيكون إشارة انطلاق قوية للاستثمار بالأسواق المالية ككل.
أفضل القطاعات
قال محمد كمال المدير التنفيذي لشركة الرواد لتداول الاوراق المالية لـ"مباشر" إن أسهم قطاع الأغذية والمشروبات وقطاع الصحة هي من أفضل القطاعات أمام مستثمري الأسهم بالمنطقة وبالبورصة المصرية حاليا وسط حلول الشهر المبارك رمضان واستمرار انتشار الوباء.
وأكد أن نفسية المستثمرين الآن من تداعي فيروس كورونا يهتمون بشكل قوي بقطاع الرعاية الصحية سواء أسهم شركات الأدوية أو أسهم المستشفيات والعيادات.
ولفت إلى أن هناك إقبال متوقع أيضا على أسهم قطاع الأغذية والمشروبات بسب فترات الحظر المفروضة بالدول الخليجية والعربية وتواجد أغلب أفراد المجتمع بدول المنطقة بالمنزل وأيضا بالتزامن مع بدء شهر رمضان الكريم الذي يتزايد فيه الطلب على المواد الغذائية والمشروبات.
أوقات التركيز
وقال محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، إنه مع التقلبات التي تحدث حاليا جراء انتشار وباء كورونا وظهور توقعات بحدوث ركود بالإضافة إلى التراجعات القوية التي تعرضت لها أسعار البترول وذلك لتوقف حركة السفر والطيران التي من المحتمل أن يتكبد قطاع السياحة 80 مليار دولار يجب أن تتغير خارطة الاستثمار لدى المتداولين ببورصات المنطقة.
وأكد أنه لابد في تلك الأوقات من التركيز على الأسهم ذات الملاءة المالية والتي تمتلك أصول كثيره واستثمارات متنوعة ولا تعتمد على قطاع أو استثمار في قطاع واحد يتعرض لمخاطر أكبر مثل شركات النفط فقط أو السياحة فقط.
ولفت إلى أن المستثمر طويل الأجل يجب أن يقتنص الأسهم ذات العوائد النقدية المرتفعة لاسيما ونحن في موسم إقرار التوزيعات السنوية، مشيرا إلى أن السهم هو مؤشر للمستثمر أو المتداول ولذلك لا يجب أن يستثمر في شركة منخفضة القيمة باستمرار وبالتالي عليه التخلص من المراكز بتلك الأسهم والتوجه للأسهم ذات الخطط الاستثمارية الواضحة والمشاريع التي تعمل بوتيرة معتدلة.
مؤثرات رئيسية
وبدوره، قال محمد دشناوى خبير أسواق المال، إن الأسواق الخليجية تدخل شهر رمضان الجاري الذي هو مختلف عن السنوات الماضية، مبينا أن شهر رمضان كان يأتي في السابق بتداولات هادئة وبسيطة ويغلب عليها الأداء العرضي لكن هذا العام يختلف فالأسواق تواجه 4 مؤثرات رئيسية.
وأوضح دشناوى، أن المؤثر الأول هو انتشار فيروس كورونا والمؤثر الثاني هو تراجع النفط بصورة كبيرة بسبب انخفاض الطلب وزيادة الفجوة بين العرض والطلب حتى بعدما بدء تفعيل اتفاق اوبك والحلفاء بتخفيض 9.7 مليون برميل يومي ولكنه مازال غير كافي.
وأضاف أن المؤثر الثالث هو تباطؤ الاقتصاديات العالمية بصورة كبيرة وكذلك الاقتصادات الخليجية نفسها مما سيلقي ظلال ذلك على أداء الأسهم في الأسواق ويخفض من قيمها السوقية، لافتا إلى أن المؤثر الرابع هو شهر رمضان.
وبين أن هذه المؤثرات متشابكة وأبعاد هذه الأزمات غير معلومة لذا ينصح المتعاملين الحيطة والحذر بتخفيض الائتمان في تعاملاتهم بالأسواق حيث أن المخاطر غير معلومة والرؤية الاقتصادية غير واضحة على المدى البعيد أو حتى المتوسط.
وأفاد بأنه في بعض الأوقات يغلف الغموض التعاملات في الأجل القصير، فالعالم يتغير ويبحث عن مخرج من هذه الأزمات، لافتا إلى أن اقتناص الفرص فى هذه الفترة سيكون مقصورا على المستثمرين المغامرين ممن لديهم قدرة عالية على المخاطرة والذين يمتلكون الخبرة لأن بعض الأسهم وصلت لمستويات متدنية.
وأضاف أنه من الأفضل للمستثمرين حاليا التمسك بشكل كبير بالأسهم ذات الملائة المالية العالية، مشددا على إن الوقت عالي المخاطر ولا أحد يستطيع أن يتحمل الأسهم الضعيفة التي ربما تنتهي لو اشتددت الازمة يضعف مركزها المالي أكثر حتى تقترب من الإفلاس.
مباشر (اقتصاد)